أخبار عاجلةالرأي

رامي زهدي يكتب : “إطارات ثلاث للمساندة المصرية للشعب السوداني في أزمته: إستعياب.. دعم.. جهود للحل”

 

الدعم المصري السوداني والسوداني المصري مستمر ودائم عبر عصور طويلة، لم يحتاج الشعب المصري في أي مرحلة من تاريخه دعماََ من شقيقه السوداني إلا وكان، وكذلك لم ولن تدخر مصر أي جهد لمساندة مستدامة للسودان، ويحمد لمصر المسعي والسعي في إطار صالح الدولة السودانية وفق محددات ثابتة راسخة في صميم العقيدة الوطنية المصرية تتمثل دائما في الحفاظ علي أمن واستقرار السودان، وصيانة مكتسبات ومقدرات الأمة السودانية، ودعم مؤسسات الدولة الوطنية في السودان والإنحياز دائما لإرادة الشعب السوداني والمساهمة في تلبية وتحقيق أماله وتطلعاته نحو سودان الدولة الكبيرة القوية كما يجب أن يكون،

لكن ومنذ بدء الأزمة السودانية، حرصت مصر ومنذ اللحظات الأولي علي تقديم المساندة الكاملة والمخلصة للأشقاء والتي تمثلت في ثلاث إطارات أساسية .

الإطار الاول: “الاستيعاب”

لأن مصر الجار الأبرز والأكثر عناية وتأثيرا وتأثرا بالسودان ومنذ بداية الأزمة عملت مصر بكل جد لإستعياب مباشر للأزمة تمثل في:

– تأمين الحدود المشتركة وسط أعباء أمنية ولوچيستية صعبة تكون في مثل هذه الظروف والتي قد تستغل أمنياََ ضد الدولتين والمنطقة.

– توفير ظروف ملائمة لإستقبال أعداد هائلة من السودانيين الفارين من الحرب وتوفير كل الإحتياجات المطلوبة لهم من غذاء أو علاج أو غيره، واستحداث وسائل تأمين وثائقي ومعلوماتي لتأمين حركة دخولهم لمصر، علما بأن عدد الفاريين واللاجئين السودانيين لمصر قارب علي المليون بالإضافة الي حوالي 4.5 مليون سوداني مقيم في مصر وفق لتصريحات جهات رسمية مصرية وسودانية وكذلك تصريحات لروؤساء الجالية السودانية ونوادي السودانيين بمصر.

– كذلك قامت مصر بجهود كبيرة لتأمين إجلاء المواطنيين المصريين المقيمين أو الموجودين بالسودان وقت الأزمة.

– ساهمت مصر أيضا في تأمين خروج عدد كبير من رعايا الدول الأجنبية بعد طلبهم للمساعدة المصرية في توفير خروج أمن لهم.

– أيضا ساهمت مصر في دعم توفير مسارات آمنة للمواطنيين السودانيين الذي بقوا في السودان أو قاموا بالنزوح من ولاية لأخري.

– استعياب الآثار الاقتصادية والإجتماعية التي نتجت عن توقف حركة التجارة البينية بين مصر والسودان وتعطل المشروعات المشتركة.

الإطار الثاني: “الدعم”

قدمت مصر كل أوجه الدعم العيني واللوچيسيتي للسودان، وساهمت في تمرير المساعدات الإنسانية والغذائية للمواطنيين الذين استمروا في السودان، واستطاعت مصر أن تكون محور ربط بين كل الدول والجهات المانحة وبين الجهات والأفراد المستحقة في السودان.

الإطار الثالث: “جهود مصرية للحل”

جهود متواصلة للدولة المصرية ممثلة في قيادتها السياسية وفي إدارة الدولة ووزاراتها لبذل كل الجهود الممكنة للتداخل الإيجابي للحل وسرعة وقف العدائيات واحلال الأمن والسلم المستدام وفق محددات مصرية ثابتة مبنية علي احترام وصيانة ثبات مؤسسات الدولة السودانية خاصة المؤسسة العسكرية والحفاظ علي استقرار واستقلال السودان ورفض التدخل الخارجي السلبي، وكان من أبرز الجهود المصرية إستضافة مصر لمؤتمر دول جوار السودان وتوحيد رؤي دول الجوار السبعة لأن هذه الدول أولا هي متأثرة بشدة بما يحدث في السودان، ثانيا هذه الدول الأكثر تفهما للوضع السوداني المعقد، كما أنها دول تمتلك أدوات قوية فاعلة داخل السودان تستطيع تطويعها لإحداث تأثير ايجابي.

أخيرا، تأتي اليوم زيارة رئيس مجلس السيادة السودانية الفريق عبد الفتاح البرهان اليوم للقاهرة كأولي محطاته الخارجية للتشاور وابداء الرأي والتوافق نحو المرحلة القادمة، وقريبا تعود السودان كما يتمناه شعبينا السوداني والمصري .

* رامي زهدي خبير الشؤون الإفريقية

إقرأ المزيد

« البرهان » إلي مصر في أول زيارة خارجية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »