أخبار عاجلةسياحة وطيران

مصر.. تشهد تعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني في أبو سمبل كأهم ظاهرة فلكية من نوعها في التاريخ

شهد العالم اليوم عبر البث المباشر أهم ظاهرة فلكية فريدة من نوعها من صنع البشر ، ظاهرة تعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس بمعبد أبو سمبل جنوب مصر , لتؤكد أن المصريين القدماء تقدموا في علوم الفلك وفي مجال الهندسة العكسية بشكل لم تصل إليه الحضارة الحالية حتي الآن، ولبراعتهم نجحوا في جعل الشمس تتعامد كل عام مرتين على وجه الملك رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل، يومي 22 فبراير بمناسبة عيد ميلاد الملك ويوم 22 أكتوبر بمناسبة جلوسه علي عرش مصر.
ففي عام 1264 قبل الميلاد، قام الملك رمسيس الثاني الذي جلس على عرش مصر وهو في أواخر سنوات المراهقة وحكم مصر في الفترة من 1279 ق.م إلى 1213 ق.م لفترة 67 عاما، ببناء هذا المعيد الذي يمتاز بتصميم معماري فريد، حيث نقرت واجهته في الصخر وزينت بأربعة تماثيل ضخمة للملك رمسيس الثاني، يصل طول الواحد منها إلى حوالي 20 مترا، ويلي الواجهة ممر يؤدي إلى داخل المعبد الذي نقر في الصخر بعمق 48 مترا، وزينت جدرانه مناظر تسجل انتصارات الملك وفتوحاته، ومنها معركة “قادش”، التي انتصر فيها على الحيثيين، بالإضافة إلى المناظر الدينية التي تصور الملك في علاقاته مع المعبودات المصرية القديمة.
قال إبراهيم العومي كبير منظمي الرحلات بشركة مصر للسياحة بالاقصر، أن هذا المعبد يضم اثنين من أهم المعابد الصخرية في أقصى جنوب مصر، وهما أبو سمبل الكبير الذي كان مكرساً لعبادة “رع حور آختي” و”آمون رع” و”بتاح” والملك نفسه، وذكر أن المعبد بالكامل منحوت في الصخر، ويمثل إحدى معجزات الهندسة المعمارية في العالم القديم، كما استغرق نحت المعبد 20 عاماً وتم تنفيذ محور المعبد بحيث يسمح باختراق آشعة الشمس إلى قدس الأقداس مرتين كل عام يومي 22 أكتوبر و22 فبراير.
وأضاف العومي إن معبد أبو سمبل الصغير الذي يقع على بعد 100 متر من المعبد الأول والذي كرس للمعبودة حتحور والملكة نفرتاري الزوجة الرئيسية للملك، فقد أهداه الملك رمسيس الثاني للملكة نفرتاري زوجته ومحبوبته، وتزين واجهته 6 تماثيل ضخمة متساوية الحجم تمثل الملك والملكة في إظهار واضح للمكانة العالية التي تمتعت بها الملكة لدى زوجها.
ويمتد المعبد إلى داخل الهضبة بعمق 24 متر، وتزين جدرانه الداخلية مجموعة من المناظر الرائعة، التي صورت الملكة تتعبد للآلهة المختلفة إما مع الملك أو منفردة.
وقال: يظهر الإبداع المعماري لهذا المعبد مع تتابع تعامد أشعة الشمس على أقصى مكان داخل المعبد، وهو ما نسميه “قدس الأقداس” حيث يجلس الملك رمسيس الثاني، وبجواره تماثيل للمعبودات “آمون رع” و”رع حور آختي” و”بتاح” معبود العالم الآخر، تشرق أشعة الشمس على هذه التماثيل ما عدا تمثال “بتاح” لكونه معبود العالم الآخر والذي يجب أن يتصف بالظلام.

وأطلق اسم “أبو سمبل” على الموقع الأثري الرحالة السويسري يوهان لودفيج بوركهارت، المعروف باسم إبراهيم بوركهارت، الذي اكتشف الموقع عام 1813، حين اصطحبه إلي هذه المنطقة طفل يدعى “أبو سمبل”.
وفي عام 1960 كان من الضروري نقل المعابد لتجنب تعرضها للغرق خلال إنشاء بحيرة ناصر، وبناء خزان المياه بعد بناء السد العالي في محافظة أسوان على نهر النيل، وبلغت تكلفة مشروع إنقاذ المعبد حوالي 40 مليون دولار أي ما يوزاري مبلغ 14 مليون جنيه مصري في ذلك الوقت تم جمعها لإنقاذ المعبد، وكانت الأيدي العاملة بالكامل من العمال المصريين، وكان الاتفاق أن لا يزيد سمك القطع عن 6 ملم، ونجح العمال المصريين في تحقيق أقل من هذا حيث بلغ سمك القطع 4 ملم فقط ، كما بلغ إجمالي عدد القطع حوالي 1142 قطعة بما يوازي 250 ألف طن، ونقل المعبد على بعد 210 متر غرب مكانه الأصلي ويرتفع حوالي 65 متر عن سطح الأرض، وشارك حوالي 2000 عامل مصري في تنفيذ هذا المشروع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »