تضاؤل الآمال في العثور على ناجين إثر غرق ” قارب الموت ” قبالة السواحل اليونانية
مصر تنعي الضحايا .. والقاهرة تؤكد اتخاذها اجراءات حاسمة وقوانين رادعة لمواجهة جريمة الهجرة غير الشرعية
نعت مصر ببالغ الحزن والأسى فى بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم الجمعة، ضحايا حادث غرق مركب هجرة غير شرعية قبالة السواحل اليونانية الأربعاء ، والذى كان قد انطلق من أمام السواحل الليبية صوب أوروبا، وعلى متنه المئات من المهاجرين غير الشرعيين من جنسيات مختلفة من بينهم مصريين , يأتي هذا فيما قالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في اليونان ستيلا نانو، إن عمليات البحث عن ناجين من حادث غرق المركب قبالة السواحل اليونانية متواصلة، مع العلم أنه كلما طال الوقت تضاءلت فرص العثور على أي منهم. وبحسب حصيلة رسمية، انتشل خفر السواحل اليوناني 78 جثة الأربعاء، في حادثة هي الأكثر دموية من نوعها تشهدها السواحل الأوروبية منذ سنوات. وتفاعلا مع المأساة، أعلنت اليونان الحداد ثلاثة أيام حتى السبت.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية أن سفارة مصر في أثينا مع السلطات اليونانية المعنية على مدار الساعة، عمليات البحث عن المفقودين و انتشال جثامين الضحايا للتأكد من هوية وأعداد الضحايا من المصريين، كما تتابع وضع الناجين ممن تم التعرف علي هويتهم لتقديم الخدمات اللازمة لهم.
وإذ تؤكد مصر مجدداً، إدانتها بأشد العبارات، استمرار قيام العصابات المنظمة لجرائم الهجرة غير الشرعية باستغلال حاجة البعض ممن يبحثون عن فرص أفضل للحياة والعمل، معرضةً حياتهم لمخاطر الموت وفقدان الأمل.
وتؤكد مصر فى هذا الصدد، أنها اضطلعت بإجراءات حاسمة على مدار السنوات الماضية لوضع قوانين رادعة لمواجهة جريمة الهجرة غير الشرعية وكل من تسول له نفسه الانخراط فى تنظيمها او تيسيرها، بالإضافة إلى ما تم اتخاذه من إجراءات لضبط الحدود تمنع خروج مهاجرين غير شرعيين عبر السواحل المصرية.
وتقدمت حكومة مصر مجددا بخالص العزاء والمواساة لأسر وذوى ضحايا هذا الحادث الأليم، سائلةً المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان.
بعد نحو يومين من حادث غرق قارب كان محملا بأعداد كبيرة من المهاجرين قبالة سواحل اليونان (قضى نتيجته نحو 78 شخصا حتى الآن)، تواصلت اليوم الجمعة عمليات البحث عن ناجين، لكن الآمال في العثور على أحياء “تتضاءل دقيقة تلو الأخرى” وفق الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في اليونان ستيلا نانو.
وانتشل خفر السواحل اليوناني 78 جثة من البحر الأربعاء بعد ساعات من انقلاب مركب صيد متهالك كانوا على متنه، في المياه الدولية قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، على بعد 47 ميلا بحريا (87 كيلومترا) من بيلوس في البحر الأيوني، بحسب حصيلة رسمية. كما تم إنقاذ 104 أشخاص نقلوا إلى ميناء كالاماتا في جنوب اليونان.
وأكدت نانو أنه “وفقا للصور التي نشرتها السلطات وبعض شهادات الناجين، كان مئات الأشخاص على متن السفينة”.
واستمرت أعمال البحث طوال ليل الخميس الجمعة في منطقة غرق المركب، بحسب خفر السواحل.
وقالت متحدثة باسم خفر السواحل “حاليا تشارك فرقاطة وطائرة مروحية تابعتان للقوات البحرية وثلاثة قوارب في أعمال البحث في الموقع”.
إيقاف تسعة مشتبه فيهم
أوقفت الشرطة اليونانية تسعة مصريين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاما، يشتبه بأنهم مهربون، بحسب مصدر قضائي.
وكان هؤلاء الرجال من بين الناجين، واقتيدوا للمثول أمام المدعي العام في كالاماتا الجمعة، على أن يمثلوا أمام قاضي التحقيق الاثنين.
وأكد المصدر القضائي أنه يُشتَبه بممارستهم “الإتجار بالبشر”.
وما زال 27 شخصا في المستشفى الجمعة، بينهم أحد الموقوفين، وفقا لخفر السواحل.
وأورد تلفزيون “إي أر تي” الرسمي أن بعض الناجين سيُنقلون الجمعة إلى مركز استقبال للمهاجرين في مالاكاسا شمال شرق أثينا.
وأفاد مصدر في أحد الموانئ بأن مركب الصيد غادر مصر فارغا قبل أن يستقله مهاجرون في مدينة طبرق الساحلية في شرق ليبيا، وكان متوجها الى إيطاليا.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة أبدت “خشيتها من غرق مئات الأشخاص الإضافيين، في إحدى أسوأ المآسي في المتوسط خلال عقد”.
حداد ثلاثة أيام
وكانت السلطات اليونانية قد أعلنت أمس الخميس الحداد ثلاثة أيام على ضحايا الحادث.
وغرق العديد من المراكب في بحر إيجه، وكثيراً ما تتهم منظمات غير حكومية ووسائل إعلام أثينا بإبعاد المهاجرين قسرا منعا لوصولهم إلى اليابسة حيث يقدمون طلبات لجوء.
وإلى جانب هذا الطريق البحري، يحاول مهاجرون المرور مباشرة إلى إيطاليا عن طريق عبور البحر الأبيض المتوسط من جنوب شبه جزيرة بيلوبونيز وجزيرة كريت.
ومنذ بداية العام، غرق 44 شخصا في شرق البحر الأبيض المتوسط، وفق المنظمة الدولية للهجرة. والعام الماضي، بلغ عدد المهاجرين الغرقى 372.
إقرأ المزيد
في حادث مأساوي بمالاوي .. « السيد قشطة » يتسبب في غرق 20 شخصا اصطدم بقاربهم