أخبار عاجلةاقتصاد افريقي

سد إنجا محرك التنمية المستدامة في أفريقيا .. تعرف علي تفاصيل مشروع السد الأكبر في العالم

دعم عالمي لمشروع السد العملاق في الكونغو الديمقراطية

عاد مشروع سد إنجا الذي يعد أكبرُ مشروعٍ لإنتاج الطاقةِ الكهرومائيةِ في العالم إلي الواجهة من جديد , بعد سنوات طويله من تعثر تنفيذ المشروع الذي من المقرر أن يكون أحد الحلول لأزمة الطاقة في قارة إفريقيا , حيث خصص البنك الدولي مبلغ مليار دولار لدعم جمهورية الكونغو الديمقراطية في تحضيرات المرحلة التالية من مشروع “إنجا” للطاقة الكهرومائية، وهو مشروع يعد الأكبر عالميًا من نوعه في مجال الطاقة النظيفة , ويأتي هذا التمويل كجزء من جهود البنك الدولي لتطوير البنية التحتية للطاقة في أفريقيا، ضمن برنامج “ميشن 300” الهادف إلى توفير الكهرباء لـ300 مليون أفريقي بحلول عام 2030.

ووفقًا لوكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية (نيباد)، يُعد مشروع “جراند إنجا” أكبر مشروعات الطاقة الكهرومائية في إفريقيا، حيث يهدف إلى توليد طاقة إجمالية تزيد على 42,000 ميجاوات .. ويهدف المشروع إلى تلبية احتياجات جمهورية الكونغو الديمقراطية بالإضافة إلى دعم توفير الكهرباء على مستوى القارة الأفريقية بأكملها.

ما هو مشروع سد إنجا؟ تعريف وأهمية المشروع

يقع مشروع سد إنجا على نهر الكونغو، الذي يعد ثالث أكبر نهر في العالم من حيث حجم التدفق المائي. ويعتبر مشروع “إنجا” من أكبر مشاريع الطاقة الكهرومائية المخطط لها في العالم، إذ يمتلك الموقع قدرة هائلة على توليد الكهرباء تصل إلى حوالي 40,000 ميجاوات، أي ما يقارب ضعف طاقة سد الممرات الثلاثة في الصين (22,500 ميجاوات) الذي يعد أكبر منشأة طاقة كهرومائية حالية.

يهدف مشروع سد إنجا إلى تحويل هذا المورد الطبيعي الضخم إلى مصدر طاقة مستدام يسهم في توفير الكهرباء لملايين السكان، وتحفيز التنمية الاقتصادية في الكونغو الديمقراطية ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بشكل عام. وله أهمية استراتيجية كبيرة في تحقيق أمن الطاقة وتقليل الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري.

موقع سد إنجا وحجمه الإنتاجي المتوقع

يقع السد على نهر الكونغو، في موقع استراتيجي يمتاز بتدفق مائي قوي ومستمر على مدار السنة، مما يوفر ظروفًا مثالية لتوليد الكهرباء على نطاق واسع.

من المتوقع أن ينتج سد إنجا عند اكتماله طاقة كهربائية تصل إلى 40 ألف ميجاوات، وهو ما يمثل طفرة نوعية في قطاع الطاقة ليس فقط في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بل في القارة الإفريقية بأسرها. وللمقارنة، فإن مشروع المرحلة الثالثة من السد “إنجا 3” وحده سيولد طاقة تصل إلى 11,000 ميجاوات، أكثر من ثلاثة أضعاف القدرة الحالية المنتجة في البلاد.

مراحل تطوير مشروع سد إنجا

يتكون مشروع “إنجا” من عدة مراحل:

  • إنجا 1: دخلت الخدمة عام 1972 بطاقة إنتاجية تبلغ 351 ميجاوات.

  • إنجا 2: بدأت عملياتها بعد 10 سنوات من إنجا 1 بطاقة 1,424 ميجاوات.

  • إنجا 3: المرحلة القادمة والأكثر طموحًا، حيث يجري تنفيذها حاليًا بهدف زيادة الإنتاج إلى 11,000 ميجاوات.

تسير هذه المراحل على خطى طموحة تهدف إلى توسيع القدرات الإنتاجية تدريجيًا، مع التركيز على جذب استثمارات خاصة وعامة لتطوير البنية التحتية للطاقة.

تمويل البنك الدولي وأهداف المرحلة القادمة

أعلن البنك الدولي تخصيص 250 مليون دولار كدفعة أولى لمشروع “إنجا 3″، وذلك لدعم الدراسات الفنية، وتحسين البنية التحتية، وإصلاح شركة الكهرباء الحكومية في الكونغو. كما يهدف التمويل إلى جذب مطورين من القطاع الخاص لبناء المحطة الكهرومائية على نهر الكونغو.

وتبلغ التكلفة الإجمالية لمشروع “إنجا 3” حوالي 10 مليارات دولار، وسيكون لها دور محوري في توفير الكهرباء لنحو 11,000 ميجاوات، مما يعزز بشكل كبير الطاقة الكهربائية المتوفرة في البلاد.

التحديات التي تواجه مشروع سد إنجا

على الرغم من الإمكانات الضخمة لهذا المشروع، ظل سد إنجا يعاني من تأخيرات متكررة نتيجة الصراعات الداخلية والتحديات المالية المرتفعة، إضافة إلى الصعوبات الفنية والإدارية التي ترافق مشاريع الطاقة الكبيرة.

غير أن الدعم الدولي المتزايد، وخصوصًا من البنك الدولي، يعزز فرص نجاح هذا المشروع الحيوي، مما يفتح آفاقًا جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الكونغو والدول المجاورة.

أهمية المشروع لمستقبل الطاقة في الكونغو وإفريقيا

يسعى البنك الدولي عبر برنامج “ميشن 300” إلى رفع عدد السكان الذين يحصلون على خدمة الكهرباء من خلال مشاريع طموحة مثل “إنجا”. وتطمح حكومة الكونغو إلى زيادة نسبة الحصول على الكهرباء إلى ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، من خلال خطة شاملة بقيمة 36 مليار دولار تهدف إلى تطوير قطاع الكهرباء في البلاد.

حاليًا، لا يحصل سوى حوالي 20% من سكان الكونغو الديمقراطية، التي يتجاوز عدد سكانها 100 مليون نسمة، على الكهرباء، وهو رقم منخفض للغاية مقارنة بالحاجة المتزايدة للطاقة مع النمو السكاني والاقتصادي.

 سد إنجا محرك التنمية المستدامة في أفريقيا

يمثل مشروع سد إنجا فرصة استراتيجية لتحويل ثروة نهر الكونغو إلى طاقة نظيفة ومستدامة تساهم في تحسين حياة ملايين الأفارقة. من خلال التمويل الدولي والمشاركة الفاعلة للقطاع الخاص، من المتوقع أن يصبح السد نموذجًا عالميًا للطاقة المتجددة، ويعزز أمن الطاقة في القارة، ويحفز الاستثمارات والتنمية الاقتصادية.

إن الدعم المستمر من البنك الدولي والتعاون الإقليمي والدولي سيكون له دور حاسم في إنجاز هذا المشروع الطموح وتحقيق رؤى الطاقة المستدامة في أفريقيا خلال العقود القادمة.

مستجدات المشروع

في عام 2018، قررت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية توسيع نطاق مشروع إنجا 3، حيث تم رفع القدرة الإنتاجية من 4,800 ميجاوات إلى 11,000 ميجاوات، مع تقدير التكلفة الاستثمارية الإجمالية بنحو 18 مليار دولار أمريكي، منها 4 مليارات دولار مخصصة لخطوط نقل الكهرباء. وفي أكتوبر من نفس العام، تم توقيع اتفاقية بين الحكومة وائتلاف من الشركات الصينية والإسبانية لإجراء الدراسات الفنية وتقييم الآثار البيئية والاجتماعية والاقتصادية للمشروع، ويتحمل الائتلاف تكاليف الاستثمار.

من بين القدرة الإنتاجية البالغة 11,000 ميجاوات، تسعى جنوب أفريقيا للحصول على 5,000 ميجاوات، ونيجيريا إلى 3,000 ميجاوات، وشركات التعدين في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى 1,300 ميجاوات، في حين تخصص الكمية المتبقية لشركة المرافق الوطنية الكونغولية (SNEL). كما أعربت غينيا عن رغبتها في شراء 7,500 ميجاوات.

في عام 2019، نظمت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية بالتعاون مع وكالة التنمية والترويج لمشروع إنجا (ADPI) فعاليات ترويجية لدعم المشروع.

التحديات القائمة

  • تواجه جهود تعبئة التمويل للمشروع تأخيرات أطول من المتوقع، مما يؤدي إلى تعطيل جدول التنفيذ.

  • إدراج دول أعضاء جديدة ومفهوم الطاقة التي تصل إلى 11,000 ميجاوات قد يغير الاتفاقيات وترتيبات التنسيق السابقة، بما في ذلك الاتفاقيات مع الدول التي تمر بها خطوط النقل.

الخطوات المستقبلية

  • تكثيف جهود جمع التمويل اللازم للمشروع.

  • التعاون مع الدول التي تمر بها خطوط نقل الطاقة (مثل اتفاقية إنجا-كالابار مع جنوب أفريقيا ونيجيريا) لتوقيع الاتفاقيات المطلوبة.

  • تقديم الدعم لحكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية لإنشاء ترتيبات تنسيق قارية لضمان سير المشروع بنجاح.

إقرأ المزيد :

مصر تعزي الكونغو الديمقراطية في ضحايا الفيضانات .. كارثة إنسانية تُسفر عن مئات القتلى والمصابين

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »