أخبار عاجلةاقتصاد افريقي

خروج المستثمرين الأجانب يكبد ” الأسهم الجنوب إفريقية ” خسائر بقيمة 3.7 مليار دولار بسبب

أ ش أ

تكبدت سوق الأسهم في جنوب إفريقيا خسائر متواصلة منذ أكتوبر الماضي، نتيجة سحب المستثمرين الأجانب لاستثماراتهم التي تجاوزت قيمتها 3.7 مليار دولار أمريكي، مسجلة بذلك أطول موجة خروج رؤوس أموال منذ خمس سنوات، بحسب تقرير حديث أصدره معهد التمويل الدولي (IIF).

ووفقًا لما نقلته شبكة “سي إن بي سي” الإخبارية، اليوم السبت، أوضح التقرير أن ثقة المستثمرين الأجانب في بورصة جنوب إفريقيا لا تزال هشة؛ حيث تشهد السوق تدفقات مالية خارجة سنويًا منذ عام 2022، إلا أن وتيرة هذا النزوح المالي تسارعت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، إذ تجاوزت التدفقات الخارجة منذ أكتوبر الماضي ضعف حجم الخروج المسجل في عامي 2023 و2024 مجتمعين، والذي بلغ نحو 1.9 مليار دولار.

أسباب تراجع الثقة في السوق الجنوب إفريقية

ويرى عدد من المحللين أن جنوب إفريقيا قد تخسر فرصتها في جذب جزء من تدفقات المحافظ الاستثمارية العالمية التي تسعى إلى إعادة التوزيع بعيدًا عن السوق الأمريكية، حتى مع تداول الأسهم المحلية بأسعار تقييم منخفضة مقارنة بالأسواق الأخرى.

وفي هذا السياق، صرح جراهام تاكر، مدير المحافظ في مجموعة “أولد ميوتشوال”، بأن الوضع الحالي يعكس سنوات من تراجع نصيب الفرد من الدخل وضعف النمو الاقتصادي، مضيفًا: «المستثمرون الأجانب يتصرفون كسياح؛ يأتون لإجراء صفقات مؤقتة خاصة في أسهم الذهب عندما ترتفع أسعارها، لكنهم لا يواصلون الاستثمار طويل الأجل في ظل غياب اليقين بشأن السياسات الاقتصادية».

مقارنة مع الأسواق الناشئة الأخرى

وفي حين شهدت أسواق الأسهم الناشئة موجة خروج واسعة منذ أكتوبر الماضي، تغيرت الصورة خلال مايو المنصرم، حيث عادت التدفقات الإيجابية إلى أسواق مثل البرازيل وتركيا وتايوان وكوريا الجنوبية، وفقًا لبيانات معهد التمويل الدولي، مما جعل دول أمريكا اللاتينية تحديدًا في وضع أفضل للاستفادة من توجهات المستثمرين الأمريكيين.

تداولات مرتفعة ولكن مع عمليات بيع كبيرة

ورغم تسجيل بورصة جوهانسبرج أحجام تداول عالية مؤخرًا، فإن هذا النشاط قابله ارتفاع كبير في عمليات البيع، حيث أظهرت البيانات أن الأسهم الجنوب إفريقية حققت عائدًا قدره 29% بالدولار الأمريكي منذ بداية العام وحتى تاريخه، ما وضعها في المرتبة الخامسة ضمن أفضل الأسواق أداءً عالميًا بعد كل من اليونان وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا، وفقًا لإحصاءات “بنك أوف أمريكا”.

وخلال الأسبوع المنتهي يوم الجمعة الماضي، بلغت مشتريات غير المقيمين من الأسهم الجنوب إفريقية أكثر من 30 مليار راند (الدولار الأمريكي = 17.9439 راند)، وهو أعلى مستوى أسبوعي منذ سنوات، إلا أن ذلك تزامن مع عمليات بيع بلغت قيمتها 24.7 مليار راند.

أما على صعيد صافي المبيعات، فقد بلغ صافي مبيعات الأجانب منذ بداية عام 2025 نحو 5.9 مليار دولار، بزيادة مليار دولار مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.

غياب التحسن في المؤشرات الاقتصادية الأساسية

وفي هذا الصدد، أشار إسحاق ماتشيجو، الاقتصادي في بنك “نيدبانك”، إلى أن ارتفاع أحجام التداول الأجنبية يعكس بدرجة كبيرة حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق العالمية، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الأساسيات الاقتصادية في جنوب إفريقيا لم تشهد أي تحسن جوهري حتى الآن.

من جهة أخرى، أظهرت أحدث بيانات صادرة عن هيئة الإحصاء الجنوب إفريقية الأسبوع الماضي أن الناتج المحلي الإجمالي ظل راكدًا خلال الربع الأول من العام الجاري، متأثرًا بستة أشهر متتالية من الانكماش في قطاعات التعدين والصناعة، مما يزيد من مخاوف المستثمرين بشأن مستقبل النمو الاقتصادي في البلاد.

إقرأ المزيد :

جنوب إفريقيا .. انتعاش ثقة الشركات بفضل صعود الراند والأسهم وارتفاع أسعار الذهب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »