أخبار عاجلةالرأي

عمار العركي يكتب :  إصلاح الإصلاح الأمني والعسكرى

 

أعلنت الآلية الثلاثية والناطق الرسمى بإسم العملية السياسية “خالد سلك” ، أن توصيات ورشة الإصلاح الأمني والعسكري (جزء) من الاتفاق السياسي حيث كشف بيان الآلية أن ا(لاندماج) بين الأجهزة الأمنية أمر (شائك) لكنه ضروري.

وكشف بيان ورشة الإصلاح الأمني والعسكري في السودان عن تقديم 5 أوراق عمل لإعادة بناء الجيش، وناقشت الورشة خلال فترة انعقادها قضايا الإصلاح في (المنظومة العسكرية) والأمنية بما يقود لوجود جيش واحد مهني وقومي والترتيبات الأمنية وإصلاح جهازي الشرطة والمخابرات.

بالرُغم من تلك البيانات والتصريحات (المتفائلة) ،لم يساورنا أدنى شك فى تحقق توقعاتنا حسب مقالنا السابق (إصلاح الإصلاح الأمنى 1)، بحتمية (فشل ختام الورشة) بناءا على تحليلنا لخطاب (البرهان) عند الإفتتاح والتداعيات السابقة واللاحقة لقيام الورشة والظروف المحيطة ، وقلنا بأن قبول (البرهان) ومن خلفه الجيش بمخاطبة الورشة والمشاركة فيها بأوراق ومناقشين خبراء من من الجيش والشرطة وجهاز الأمن ، ما هو إلا ( تكتيكى عسكرى) شبيه بتكتيك إستدراج الخصم إلى ما يعُرف فى التخطيط العسكرى العملياتى بمنطقة (أرض القتل).

ها هو “فولكر” ومع (أول ضؤ) يصرح ويُبشر بإنتصار قادم فى المساء ، ومن خلفه أركان حربه (البروفيسور روفائيل مارتينيز، إريك لارسون، ،سايمون يازجي)، وهذا الأخير (تحديدا) صديق ورفيق فولكر في ملف (ليبيا) ، حذرناه ونبهناه بأن السودان ليس ليبيا و (الاتفاق الإطارى) لن يكون نسخة مكررة لإتفاق (الصخيرات الليبى) او افريقيا الوسطى (فسايمون ياجي) الذى فشل في الصومال وجنوب السودان وخرج منهما يجرجر أذيال الفشل تلاحقه لعنات الجيوش والشعوب هناك ، كان فى ذلك أحد بواعث توقعاتنا بفشل العملية برُمنها ، لان الرجل لم يستفيد من أخطائه في تلك المناطق واراد تجريب المجرب في الجيش والأمن السودانى ، وهنا كانت عبارة البرهان التى إختصرت كل هذا حين قال ( أتمنى من أعضاء الورشة أن يكونوا مُلمين بقانون قوات الشعب المسلحة ، وبالعقيدة العسكرية السُوداني .

فولكر ومعاونيه ورهطه لم يستبينوا معنى هذه العبارة الا عندما أقبل المساء ، وعيونهم (شاخصة وجاحظة) وهم يراغبون مغادرة ممثلين الأجهزة النظامية فى الورشة ومقاطعتها من قبل الجيش والشرطة والأمن ، مدفوعين (بقانون عسكرى) ليس بحاجة (لإصلاح) إلا بقدر قليل بمقدور أهل مكة ، و(بعقيدة عسكرية) راسخة لا تقبل الإملاءات والتوصيات المستوردة والمُعلبة ، فغادروا (أرض القتل) بدون إطلاق رصاصة.

 

غادروا (أرض القتل) ولن يتجرأ أحد أن (يلومهم) ، غادروا ليتركوا (فولكر) المنتهية فترة خدمته حائرا ، و (المركزى) المنتهية صلاحيته حسيرا على ضياع (الجداول الزمنية)، جميعهم خروا صرعى فى (أرض القتل) بنيران صديقة مصدرها ( عرمان (البروفيسور روفائيل مارتينيز، إريك لارسون ،سايمون يازجي)، بينما (غودفرى) بمستشفى رويال كيلر ، و (البرهان) يرتشف بمزاج القهوة فى الباقير.

خلاصة القول ومنتهاه :

الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة (لخص) ببيان سياسى ( مكرب ومخدوم ) ليقول : ( تؤكد القوات المسلحة التزامها التام بالعملية السياسية الجارية الآن، وتشكر جميع المشاركين في ورشة الإصلاح الأمني والعسكري، وتنوه إلي أنها “تنتظر” عمل اللجان الفنية التي تعمل علي إكمال التفاصيل المتعلقة بعمليات الدمج والتحديث وصولا لجيش وطني واحد يحمي التحول الديمقراطي، وذلك تمهيدا لأن تكون هذه التفاصيل جزءا من الإتفاق النهائي).

العملية السياسية تحتاج (لإصلاح سياسى) ، أكثر من حوجتها لإصلاح أمنى عسكرى ، ففاقد الشئ لا يعطيه.

إقرأ المزيد :

السودان .. ” الدعم السريع ” يرد علي أنباء الخلافات مع الجيش : ملتزمون بالوصول لجيش مهني واحد

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »