أخبار عاجلةاخبار افريقياشمال افريقيا

الاتحاد الأوروبي : مخاوف بشأن الشراكة المتعلقة بملف الهجرة المبرمة مع تونس

بروكسل (أ ف ب) – كشفت أمينة المظالم في الاتحاد الأوروبي إميلي أورايلي الجمعة، عن مخاوف بشأن الشراكة المتعلقة بملف الهجرة المبرمة في يوليو الماضي بين الاتحاد الأوروبي وتونس، ودعت المفوضية إلى تقديم مقاربتها لضمان احترام حقوق الإنسان.

وتساءلت أورايلي التي فتحت تحقيقا في الموضوع “هل أجرت اللجنة تقييماً لأثر مذكرة التفاهم على حقوق الإنسان قبل إبرامها ونظرت في التدابير الممكنة للتخفيف من مخاطر انتهاكات حقوق الإنسان؟”.

وفي رسالة موجهة إلى رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين، طلبت منها أورايلي نشر دراسة التأثير المحتمل لهذه الشراكة وتبرير غياب تقييم لهذا القرار.

وبامكان أمينة المظالم، وهي المسؤولة عن التحقيق في شبهات سوء الإدارة في الاتحاد الأوروبي على أساس شكوى أو بمبادرة منها، تقديم توصيات إلى المؤسسة المعنية، وإذا لزم الأمر، تقديم تقرير إلى البرلمان الأوروبي.

تطلب أورايلي أيضًا من المفوضية الطريقة التي “تنوي بها ضمان” أن الإجراءات التي اتخذتها تونس في إطار مذكرة التفاهم والممولة من الاتحاد الأوروبي سوف تحترم حقوق الإنسان.

وسألت “هل حددت المفوضية معايير بشأن احتمال تعليق الأموال في حال عدم احترام حقوق الإنسان؟”.

وتهدف مذكرة التفاهم بين الاتحاد الأوروبي وتونس، والتي تتضمن عدة محاور، بشكل خاص إلى الحد من وصول المهاجرين إلى السواحل الإيطالية، وتوفر مساعدة تصل إلى مئات الملايين من اليورو لهذا البلد الذي يواجه صعوبات اقتصادية خطيرة.

وتم التوقيع عليها في يوليو في تونس بحضور أورسولا فون دير لايين، برفقة رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الحكومة الهولندية مارك روته.

لكن المذكرة تواجه انتقادات من المنظمات غير الحكومية والمسؤولين المنتخبين اليساريين على وجه الخصوص , وتعززت هذه الانتقادات الخميس بعد رفض السلطات التونسية السماح لوفد من النواب الأوروبيين بدخول البلاد.

التضامن الأوروبي 

الفرنسي ماكرون الاتحاد الأوروبي : مخاوف بشأن الشراكة المتعلقة بملف الهجرة المبرمة مع تونس
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

 

وفي سياق آخر أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم /الجمعة/، أن من “واجب التضامن الأوروبي” الوقوف مع إيطاليا في مواجهة أزمة تدفق المهاجرين إلى جزيرة “لامبيدوزا” الإيطالية، مشددًا أنه جارٍ العمل الآن بين الحكومتين الفرنسية والإيطالية، وأن هناك قرارات سيتم اتخاذها.
جاءت تصريحات ماكرون بعد أن أعلنت السلطات الإيطالية، أمس/الخميس/، فرض حالة الطوارئ في جزيرة لامبيدوزا، بعد وصول أكثر من 7 آلاف مهاجر إلى هناك خلال اليومين الماضيين، فيما يتسع مركز استقبال المهاجرين في الجزيرة الإيطالية إلى 400 شخص فقط، لذا نقلت السلطات العديد من المهاجرين الجدد إلى صقلية.
وشهدت الجزيرة وضعًا أمنيًا متوترًا بعد محاولة الشرطة محاصرة المهاجرين، ما تسبب في تدافع واشتباكات مع الأجهزة الأمنية.
وفي هذا الصدد، قال ماكرون، خلال زيارة تفقدية لكنيسة في إقليم “كوت دور” (في شمال شرق فرنسا) إنه لا يريد “ترك إيطاليا وحدها مع ما تشهده اليوم”.

موضع خلاف

ولطالما كانت لامبيدوزا، التي تقع أقصى جنوب إيطاليا وأول ميناء يطرقه من يعبرون من شمال إفريقيا، موضع خلاف في أزمة الهجرة في أوروبا.
لذلك، دعا وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، إلى عقد اجتماع، الجمعة، “حول وضع تدفق الهجرة في إيطاليا، في أعقاب الأحداث الأخيرة في الجزيرة الإيطالية”، حسبما أشارت وزارة الداخلية.
وأضافت الوزارة أن الوزير سيجتمع مع الأجهزة الأمنية المعنية من الشرطة والدرك والهجرة والاستخبارات الداخلية، بالإضافة إلى مديري أمن مقاطعات “بوش دو رون”، و”ألب العليا”، و”ألب البحرية”، هاتان المقاطعتان الأخيرتان هما متأخمتان لإيطاليا.

قرار المانيا

وسوف يبحث وزير الداخلية أيضًا مع نظيريه الألماني والإيطالي هذه المسألة اليوم , ولم تشر وزارة الداخلية، حتى الآن، إلى ما إذا كانت فرنسا تعتزم الانضمام إلى قرار ألمانيا التي أعلنته، الأربعاء، تعليق الاستقبال الطوعي لطالبي اللجوء القادمين من إيطاليا، المنصوص عليه في الاتفاقيات الأوروبية، بسبب “تدفق المهاجرين بشكل كبير”.
من جهته، طالب رئيس حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف في فرنسا جوردان بارديلا، الرئيس الفرنسي، اليوم /الجمعة/، الالتزام بعدم استقبال “مهاجر واحد” من جزيرة لامبيدوزا، وقال على موقع (إكس- تويتر سابقًا) إنه يجب على ماكرون أن يلتزم بهذا بأن “فرنسا لن تستقبل مهاجرًا واحدًا من الذين تدفقوا إلى لامبيدوزا”.

عدد المهاجرين بشكل غير شرعي

الاتحاد الأوروبي : مخاوف بشأن الشراكة المتعلقة بملف الهجرة المبرمة مع تونس
خريطة توضح عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين عبروا إلي أوروبا

جدير بالذكر أن عدد المهاجرين بشكل غير شرعي إلى إيطاليا  عبر البحر الأبيض المتوسط من شمال إفريقيا  بلغ نحو 114300 شخص بين يناير و أغسطس، أي نحو ضعف العدد في الفترة نفسها من 2022، بحسب ما أعلنت “فرونتكس” الخميس.

وقالت الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل ” فرونتكس ” في تقرير لها ” إن عدد عمليات المعابر الحدودية غير النظامية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي ارتفع بنسبة الخمس (+18%) في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023 إلى أكثر من 232350، وهو أعلى إجمالي للفترة من يناير إلى أغسطس منذ عام 2016، وفقًا للحسابات الأولية* . 

وكانت هذه الزيادة مدفوعة في المقام الأول بعدد الوافدين عبر وسط البحر الأبيض المتوسط، والذي يظل طريق الهجرة الرئيسي إلى الاتحاد الأوروبي ويمثل واحدًا من كل عمليتين يتم اكتشافهما على حدود الاتحاد الأوروبي. وتضاعف تقريباً عدد المعابر غير النظامية على هذا الطريق (+96%). 

وأوضحت فرونتكس أنه في أغسطس الماضي ، تم اكتشاف 56900 حالة عبور حدودي غير نظامي على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، بزيادة قدرها 39% على أساس سنوي. الأعلى منذ فبراير 2016 , مشيره إلي أن طريق وسط البحر الأبيض المتوسط ​​شكل نصف عمليات العبور غير النظامية إلى الاتحاد الأوروبي حتى الآن هذا العام. 

وقالت الوكالة الأوربية ” يظل وسط البحر الأبيض المتوسط ​​هو الطريق الأكثر نشاطًا إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام، حيث أبلغت السلطات الوطنية عن ما يقرب من 114300 حالة اكتشاف في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023 , وهذا هو أعلى إجمالي على هذا الطريق لهذه الفترة منذ عام 2016. 

وأضافت ” قد يستمر ضغط الهجرة المتزايد على هذا الطريق في الأشهر المقبلة حيث يعرض المهربون أسعارًا أقل للمهاجرين المغادرين من ليبيا وتونس وسط منافسة شرسة بين الجماعات الإجرامية.  

وتابعت ” وشهد عدد الوافدين على معظم طرق الهجرة الأخرى حتى الآن هذا العام انخفاضات سنوية، تتراوح بين 5% على طريق غرب أفريقيا إلى 19% على طريق غرب البلقان  , ولسوء الحظ، تظل المعابر البحرية خطيرة للغاية. ووفقاً لبيانات المنظمة الدولية للهجرة، فقد أكثر من 2325 شخصاً في البحر الأبيض المتوسط ​​حتى الآن هذا العام، معظمهم على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط. 

وأوضحت فرونتكس أنه خلال الفترة من يناير إلى أغسطس، شهد طريق غرب البلقان ، ثاني أكثر الطرق نشاطًا مع أكثر من 70550 حالة اكتشاف، انخفاضًا بنسبة 19%، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تشديد سياسات التأشيرات.  

وقالت ” بلغ عدد عمليات العبور غير النظامية في القناة الإنجليزية باتجاه المملكة المتحدة في أغسطس ما يقرب من 9000 شخص، ليصل إجمالي عدد الأشخاص الذين عبروا القناة الإنجليزية للأشهر الثمانية الأولى من عام 2023 إلى 36250، أو أقل بنسبة 13٪ عما كان عليه في نفس الفترة من العام الماضي. 

 

إقرأ المزيد :

تونس.. الرئيس: المهاجرين الأفارقة من اسباب العنف والجرائم و22 الأف يصلون لأيطاليا بشكل غير رسمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »