سياحة وطيران

نجوي حجازي تكتب: لا تجعلوا الله أهون الناظرين إليكم…

IMG ٢٠٢٠١٠٢٠ ٠١٣٢٠٣ نجوي حجازي تكتب: لا تجعلوا الله أهون الناظرين إليكم...

وإذا خَلَوتَ برِيبة في ظلمة….والنفس داعية إلى الطغيانِ.

  فاستحي من نظر الإله وقل لها….إن الذي خلق الظلام يراني.

أظن أن تلك الأبيات عندما قيلت فإنها قيلت في صاحب الفطرة السليمة والضمير الحي، لأن من يملك ذلك يعود إلى الله بالاستغفار والتوبة حتى ولو عاد للذنب مرات ومرات، أما الآن فقد أصبحنا نطالع كل يوم وجوها لا تعرف لتقوى الله والخوف منه طريق، بل تراهم يجاهرون ويفتخرون بمعصيته وعدم الخوف منه، ولا أعرف سبباً لهذا هل يفعلون ذلك من أجل مكاسب دنيويه فيكونوا ممن قال الله عنهم”اشتروا بآيات الله ثمناً قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون” أم يفعلون ذلك عن عمدٍ فيكونوا كمن قال الله عنهم “ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى”وتلك الآيه فيها عظه وعبره لمن لا يعتبر ولمن يأخذه غروره فيكون مغترا بماله أو بعناده أو بإعلانه الاستهزاء بما جاء به الله وبلّغه رسوله بأن الله قد جعل حياة المرء ومعيشته في الآخره وليس في الدنيا لأنها فانيه مهما طال عمر الإنسان فيها فالدنيا معبر للآخرة فمن يعتقد أنه رغم عناده يزداد مالاً وصحة ونفوذاً فليعلم أن الله إذا اشتد غضبه على العبد بارك له في ماله وصحته ونفوذه لأن المعيشة الضنكا تنتظره في الآخرة والضنك معناه الضيق في القبر وفِي النار وذهب المفسرون إلى أن طعامه شوك من نار …وخُتمت الآيه بأنه سوف يُحشر أعمى والعمى هنا لا يُقصد به انعدام الرؤيه وإنما سيكون أعمى عن الحُجة فلن تكون له أمام الله حُجة كي يُزحزحه عن النار ….وتلك مصيبة ليس هناك أكبر منها فمن يقرأ قول الله عز وجل “فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنه فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور”يعلم أن تلك الآية تُلخص حياة الناس في الدنيا والآخره فالإنسان يعيش مابين الخير والشر ويظن أنه هالك فينجيه الله برحمته فما بالكم بمن يرفض تلك الرحمة فنطالع في أيامنا تلك من يُجاهر بالمعصية ومن يستهزئ بدينه من أجل كسب ضحكات من حوله ومزيداً من الشهرة، ومن يعاند ويكابر في إعطاء الحق لأصحابه سواء شركاء في العمل أو في الميراث أو من يأكل حق أجير لديه أو يستحل مال زوجته أو يحرم أولاده من ماله نكاية في أمهم بعد الطلاق ….والأمثلة كثيره ولكن أعظمهم وأجلهم تلك المجاهرة بالاستهزاء بآيات الله وبتعاليم الدين وبرجال الدين ….ولا أعلم لم نجد تلك الصورة القبيحة من المسلمين فلم نسمع مثلاً عن مسيحيين قاموا بالاستهزاء بدينهم أو برجاله أو وجدنا حملة ممنهجة من اليهود ضد دينهم وحاربوه وما يدعو إلى التعجب أنه حتى عُبّاد البقر يقدسونها حتى تحريم ذبحها وأكلها ….فهل هذا راجع إلى ضعف الإيمان أم انعدام التربية والأخلاق وضعف الوازع الديني أم أنهم جعلوا الله أهون الناظرين إليهم…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »