أخبار عاجلةاخبار افريقياغرب افريقيا

مالي.. 15 ألف جندي تابعين لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام يغادرون البلاد

في مالي بدأت اليوم بعثة الأمم المتحدة لفحظ السلام المعروفة بإسم (مينوسما)تسريع  عمليات مغادرتها البلاد وتخريب المعدات التي ستتركها خلفها في البلد الإفريقي الذي يشهد هجمات جهادية وتوترات مع الانفصاليين الطوارق، تأتي هذه التحركات في ظل مخاطر يمكن أن يتعرض لها أفراد هذه البعثة بسبب عدم حصولهم على تصاريح للسفر جوا.

وكان المجلس العسكري الحاكم في مالي  قد أجبر بعثة “مينوسما” على المغادرة بشكل عاجل بسبب تهديدات جدية، فيما كان المجلس قد طالبها في يونيو الماضي بالانسحاب ووجه لها انتقادات حادة واتهمها بالفشل في مهمتها وباستغلال مفترض لقضية حقوق الإنسان.

ومن المقرر أن تنسحب بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي التي يُقدّر عديدها بنحو 15 ألف جندي وشرطي بينهم أكثر من 180 عنصرا قُتلوا في هجمات، بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول.

وتضع عملية الانسحاب واسعة النطاق والمحفوفة بالمخاطر حدا لعشرة أعوام من الجهود المبذولة لمحاولة تحقيق الاستقرار في بلد تنهشه الهجمات الجهادية وأزمة عميقة متعددة الأبعاد.

وتسعى مختلف الجهات المسلّحة التي تتنافس للسيطرة على الأراضي في الشمال إلى الاستفادة من إخلاء قواعد البعثة الأممية، فيما يسارع الجيش لاستعادتها. واستأنفت جماعات الطوارق الانفصالية التي تعارض استيلاء الجيش على هذه القواعد أعمالها العدائية ضدّ الحكومة المركزية، بينما كثّفت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة هجماتها على المواقع العسكرية.

وعزت مينوسما تسريعها وتيرة انسحابها إلى التصعيد العسكري الذي يهدّد عناصرها، متّهمة السلطات بتعقيد عملية خروجها من البلاد من خلال عرقلة تحركاتها.

وبعد إخلائها خمسة معسكرات في مطلع أغسطس أعلنت البعثة الأممية الأحد أنها “أكملت انسحابها المتسارع” السبت من قاعدتها في تيساليت (شمال) في ظلّ توتر عرّض “طاقمها للخطر”. وقبل انسحاب البعثة، اضطر الطاقم “إلى الاختباء في الملاجئ عدة مرات بسبب إطلاق النار”.

وحدث ذلك الخميس في 19 أكتوبر حين أُصيب جناح طائرة شحن من طراز سي-130 (تونسية مستأجرة من قبل مينوسما) أثناء هبوطها في تيساليت، وفق البعثة التي أكّدت عدم وقوع “إصابات أو أضرار جسيمة للطائرة”.

وغادر جزء من القوات معظمهم تشاديون في طائرة، فيما غادر الباقي “في قافلة برية” باتجاه غاو، أكبر مدينة في شمال مالي في رحلة تمتدّ أكثر من 500 كيلومتر في الصحراء وسط تهديدات مستمرة من المجموعات المسلحة.

وتكرّر المشهد في اليوم التالي مع انسحاب عناصر البعثة الأممية من قاعدة أغيلهوك وسفرهم برّا لعدم حصولهم على تصاريح للسفر جوّا.

وتعرّضت هذه القوافل لهجمات بعبوات ناسفة تسببت بسقوط جرحى، وفق بعثة مينوسما، وتبنتها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وذكرت البعثة أن سائق شاحنة أصيب بجروح خطيرة واثنين آخرين بجروح طفيفة الخميس حين فتح مسلحون النار على قافلة لوجستية انطلقت من أنسونجو، وهو معسكر آخر سيتم إخلاؤه، وفق البعثة

أكّدت البعثة  أنها اتخذت “القرار الصعب بتدمير أو تعطيل أو إخراج المعدات القيمة من الخدمة، مثل المركبات والذخيرة ومولدات الكهرباء وغيرها من الأصول”، وهو “الملاذ الأخير” عملا بقواعد الأمم المتحدة.

وأوضحت البعثة أن هذه المعدات “لا يمكن إعادتها إلى الدول المساهمة بقوات ولا حتى إعادة نشرها في بعثات حفظ السلام الأخرى”. وقالت إن “مثل هذه الخسائر كان يمكن تجنّبها” لو لم تكن 200 شاحنة عالقة في جاو منذ 24 سبتمبر/ايلول بسبب قيود سفر فرضتها السلطات. ولا تزال شاحنات صهاريج مخصصة لإمداد القوافل عالقة أيضا في غاو.

وقال مسؤول في البعثة “تقول الجمارك إن كميات الوقود غير مبرّرة”، بينما أوضح شرطي مالي في جاو أن مخاوف السلطات في هذا الصدد تنبع من احتمال “أن تقدّم مينوسما وقودا للجهاديين”.

ويعكس هذا الادّعاء الذي لا يستند إلى أي دليل، انعدام الثقة بين بعثة مينوسما والمجلس العسكري.

الدول المشاركة في قوة “مينوستا”

Screenshot 2023 10 27 130518 مالي.. 15 ألف جندي تابعين لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام يغادرون البلاد

وتُعدّد مذكرة سرية موجّهة إلى مجلس الأمن الدولي من قبل إدارة عمليات حفظ السلام، التحديات المطروحة أمام البعثة الأممية في مالي خلال انسحابها وأبرزها عدم منح السلطات تصاريح الطيران أو السفر والحظر على الواردات التي تعنيها أو عدم قدرتها على إرسال دوريات لمراقبة معسكراتها الخاصة.

ووضعت مينوسما خطة انسحاب بديلة تشمل تدابير تستخدمها كملاذ أخير، في حين اتهم الناطق باسم الحكومة المركزية المالية العقيد عبدالله مايجا الحليف الفرنسي السابق بعدم توفير “أي جهود من أجل تسريع عمليات مغادرة البعثة الأممية”.

ومن خلال تسريع عملية انسحابها، تعطّل البعثة الأممية خطط الجيش الذي يرفض ترك المجال مفتوحا أمام الانفصاليين.

ويُحتمل أن تتفاقم التوترات مع رحيل بعثة الأمم المتحدة من مدينة كيدال معقل الانفصاليين الطوارق. وكانت مغادرة هذه القاعدة مقررة بالأساس للنصف الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، غير أنها قد تكتمل في وقت أقرب وربما في غضون بضعة أيام بحسب مسؤول في البعثة.

وأشار مسؤول في البعثة إلى أن العناصر غير الأساسيين بدؤوا يغادرون، بينما قال ضابط تشادي “لن نبقى مكتوفي الأيدي ونعرّض قواتنا للخطر”، في حين فضّل العديد من المسؤولين عدم الكشف عن هويتهم نظرا لحساسية الموضوع.

إقرأ أيضا:-

غينيا: منع الوزراء والمديرين الماليين من مغادرة الأراضي الغينية

واشنطن ترصد 5 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات حول موقع نائب زعيم حركة الشباب الصومالية

مالي .. الأمم المتحدة تعرب عن قلقها بشأن تصاعد التوترات وزيادة الوجود المسلح في الشمال

رئيس البنك الإفريقي للتنمية: النظام المالي العالمي يعيق تنمية أفريقيا

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »