أخبار عاجلةاخبار افريقياغرب افريقيا

بعد سحب قواتها من النيجر وتشاد.. هل فقدت الولايات المتحدة نفوذها في النيجر ؟

تشهد الفترة الحالية مشاورات واتصالات بين الولايات المتحدة الأمريكية مع كلا من النيجر وتشاد لسحب قواتها من البلدين اللذين يقعان في منطقة غرب أفريقيا ، وهي القوات التي كانت تمثل رأس الحربة الأمريكية في الحرب ضد الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء , الأمر الذي يطرح التساؤل بشأن هل فقدت الولايات المتحدة نفوذها في النيجر ومنطقة الساحل والصحراء بغرب أفريقيا ؟ 

إعادة تمركز 

وفي البيان الذي أصدرته وزارة الدفاع الأمريكية بشأن سحب جزء من قواتها من تشاد ، قال السكرتير الصحفي للبنتاجون الأمريكي الميجور جنرال بات رايدر يوم الخميس ” إن الولايات المتحدة تخطط “لإعادة تمركز” بعض قواتها العسكرية من تشاد، لكنه لم يذكر عدد القوات التي ستتأثر أو إلى أين سيتم نقلها.

وأضاف “هذه خطوة مؤقتة في إطار المراجعة المستمرة لتعاوننا الأمني والتي ستستأنف بعد الانتخابات الرئاسية في تشاد في 6 مايو”.

ويأتي هذا الإعلان بعد أن أمر قائد القوات الجوية التشادية الولايات المتحدة بوقف الأنشطة في قاعدة جوية بالقرب من العاصمة نجامينا، في وقت سابق من هذا الشهر، حسبما ذكرت وكالة رويترز للأنباء.

وأشار الجنرال رايدر إلي المحادثات التي تجري مع المجلس العسكري الحاكم في النيجر، والتي تهدف إلى ضمان “انسحاب منظم ومسؤول للقوات الأمريكية” من البلاد.

وفي تشاد، تنشر الولايات المتحدة حوالي مئة جندي في إطار محاربة المتطرفين في منطقة الساحل.

وفي رسالة إلى وزير القوات المسلحة اطلعت عليها وكالة فرانس برس، دعا رئيس أركان القوات الجوية التشادية في مطلع أبريل إلى انسحاب الجنود الأميركيين، وعزا السبب إلى عدم وجود اتفاق يسمح بوجودهم.

وأفاد المتحدث باسم الحكومة التشادية عبد الرحمن كلام الله لوكالة فرانس برس، الجمعة، بأن “وجود القوات الأميركية في تشاد كان مدفوعا في البداية بالالتزام المشترك بمكافحة الإرهاب”.

وأضاف: “هيئة الأركان العامة التشادية أعربت عن مخاوف بشأن هذا الوجود”، و”تقديرا للمخاوف التي تم التعبير عنها، قررت الحكومة الأميركية سحب قواتها مؤقتا من تشاد”.

وأوضح “أن هذا الانسحاب لا يعني بأي حال من الأحوال وقف التعاون بين البلدين في محاربة الإرهاب”.

فقدت نفوذها في النيجر

ويقول المحلل السياسي والكاتب الصحفى النيجيري محمد سيدي ل ” أفرو نيوز 24 ” أن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت بالفعل نفوذها في النيجر ، مشيرا لأهمية النيجر لواشنطن .

ونوه محمد سيدي إلي أن التواجد العسكري الأمريكي في النيجر بدأ العام ٢٠١٢ من خلال اتفاقية عسكرية بين واشنطن ونيامي بموجبها تتواجد القوات الأمريكية في قاعدة جوية في مدينة أغاديس التي تبعد حوالي ١٠٠٠ كيلو متر من العاصمة نيامي .

وقال الكاتب الصحفي النيجري محمد سيدي ” في رأيي انسحاب القوات الأمريكية من النيجر سيكون له تأثير كبير علي مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في النيجر ، مضيفا ” لأن النيجر دولة غنية بمواردها والمعادن الثمينة.

واعتبر سيدي أن الدول التي جاءت للمنطقة تحت شعارات محاربة الإرهاب تأتي من أجل تحقيق مصالحها هي فقط وليس من أجل مكافحة الإرهاب كما تتدعي .

وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية ومن قبلها فرنسا لم تحقق أية نتائج إيجابية في مكافحة الإرهاب في المنطقة .

فرصة لروسيا 

وفي رده علي سؤال هل خسارة واشنطن لنفوذها في النيجر سيصب في صالح تدعيم النفوذ الروسي المتنامي في المنطقة ؟ ، قال الكاتب الصحفي النيجري محمد سيدي ” أن انسحاب القوات الأمريكية من النيجر ومن قبلها فرنسا جعل هناك كبير من شعب النيجر بالعلاقات مع روسيا ، مشيرا إلي أن الشعب النيجري طالب عدة مرات في تظاهراته السلمية الحاشدة التي شهدتها العاصمة نيامي بتطوير العلاقات مع روسيا .

ونوه إلي أن موسكو ارسلت قبل أيام مدربين عسكريين روس لتدريب القوات المسلحة النيجيرية .

وأعاد الكاتب الصحفي النيجري محمد سيدي التأكيد علي أن خروج الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا من النيجر أتاح الفرصة لروسيا لتوسيع علاقاتها مع النيجر والانتشار بشكل كبير في المنطقة .

محورا أساسيا 

جدير بالذكر أن النيجر كانت تمثل محورا أساسيا في الاستراتيجيتين الأميركية والفرنسية لمحاربة الحركات الإسلامية المتطرفة في غرب إفريقيا، وأعلن المجلس العسكري الحاكم في النيجر إنه ألغى اتفاق التعاون العسكري مع واشنطن، معتبرا أن الوجود الأميركي أصبح الآن ” غير قانوني”.

وبدأت واشنطن بإجراء مناقشات مع النيجر بشأن سحب أكثر من ألف جندي أميركي من البلاد.

وأعلنت الخارجية الأمريكية قبل يومين أنه في إطار مفاوضات الحكومة الأمريكية الجارية مع المجلس العسكري الحاكم في النيجر ، ستجتمع سفيرة الولايات المتحدة لدى النيجر كاثلين فيتزجيبون واللواء كينيث إيكمان، مدير الإستراتيجية والمشاركة والبرامج في القيادة الأمريكية الإفريقية، مع مسؤولي المجلس العسكري النيجري في نيامي، لبدء مناقشات حول انسحاب منظم ومسؤول للقوات الأمريكية من النيجر.

وأشارت الخارجية الأمريكية أن مساعد وزير الدفاع الأمريكي للعمليات الخاصة والصراع منخفض الحدة كريستوفر ماير واللفتنانت جنرال داغ أندرسون، مدير تطوير القوات المشتركة، هيئة الأركان المشتركة، سيعقدان الاسبوع الجاري أيضا اجتماعات متابعة في نيامي لتنسيق عملية الانسحاب بشفافية. والاحترام المتبادل.

وأكدت الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية تفتخر بالتعاون الأمني والتضحيات المشتركة بين القوات الأمريكية والقوات النيجيرية، وهي شراكة ساهمت بشكل فعال في تحقيق الاستقرار في النيجر والمنطقة. 

وقالت الخارجية الأمريكية ” في خضم المناقشات الجارية منذ يوليو 2023، لم نتمكن من التوصل إلى تفاهم مع CNSP لمواصلة هذا التعاون الأمني بطريقة تعالج احتياجات ومخاوف كل جانب. 

ورحبت الولايات المتحدة باهتمام المجلس العسكري النيجري بالحفاظ على علاقة ثنائية قوية مع واشنطن. 

ولفتت الخارجية الأمريكية أن نائب وزير الخارجية كيرت كامبل سيزور نيامي في الأشهر المقبلة لمناقشة التعاون المستمر في المجالات ذات الاهتمام المشترك. 

وأكدت الولايات المتحدة من جديد دعمها للشعب النيجيري في مكافحة الإرهاب وتطوير اقتصاد البلاد والانتقال الى الحكم الديمقراطي.

إقرأ المزيد

النيجر: آلاف الأشخاص يتظاهرون في نيامي للمطالبة برحيل القوات الأمريكية 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »