غينيا كوناكري تصاعد حدة المواجهات بين المتظاهرين والسلطات الأمنية .. والغموض سيد الموقف

أصبح الغموض سيد الموقف في غينيا كوناكري ، بعد ازدياد حدة المواجهات التي تشهدها العاصمة كوناكري، منذ الخميس الماضي بين المتظاهرين وقوات الأمن .حيث خرجت تظاهرات حاشده عقب الدعوة التي أطلقتها ” جبهة الدفاع عن الدستور ” ، الأسبوع الماضي , للتظاهر في كوناكري .

في المقابل كخطوة استباقية أصدرت السلطات قرارا بحظر التظاهرات في جميع أنحاء البلاد ، ونشرت السلطة الحاكمة قوات الدرك والشرطة في العديد من المواقع والشوارع بالعاصمة، لمنع التظاهرات.

وذكرت تقارير إعلامية أن قوات الأمن الغينية ألقت القبض ، على المنسق الوطني للجبهة الوطنية للدفاع عن الدستور، فونيكي منجيه، وتم استجوابه وإيداعه في السجن.

وعبر كالو داليان ديالو، قائد تحالف القوى الديمقراطية في غينيا، أكبر قوى معارضة في البلاد عن استنكاره لاعتقال فونيكي منجيه الذي وجه الدعوة للتظاهرات.

وأوضح ديالو، الذي يوجد خارج غينيا كوناكري، في منشور على حسابه الرسمي على فيسبوك، “أدين بشدة الانتهاكات المتكررة لحقوق وحريات المواطنين وأطالب بالإطلاق السراح الفوري وبدون شروط لفونيكي منغيه، وكذلك تحرير مقرات الجبهة الوطنية للدفاع عن الدستور والأحزاب السياسية التي تم احتلالها بشكل غير قانوني بواسطة قوات الدفاع والأمن” .

واندلعت اشتباكات في أحياء عدّة توصف بأنها معارضة، بين متظاهرين شباب والشرطة، بحسب صحافي في وكالة فرانس برس. ونُصبت متاريس وأُضرمت النيران في إطارات السيّارات.وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعات رشقتها بالحجارة.

واعلنت “الجبهة الوطنيّة للدفاع عن الدستور” وهي ائتلاف مهمّ من الأحزاب والنقابات ومنظّمات المجتمع المدنيّ، في بيان مساء الخميس مقتل شخصين أحدهما امرأة وجرح 33 متظاهرا بأيدي الشرطة والدرك وجرح شرطي وتوقيف 42 شخصا.

»» غموض بشأن قبول المجلس العسكري الحاكم خفض المدة الانتقالية

شهدت الايام القليلة الماضية غموضا شديدا بشأن مدي قبول المجلس العسكري الحاكم في غينيا مقترح المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا خفض المدة الزمنية للفترة الإنتقالية.

حيث أعلنت المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا أنها أقنعت المجلس العسكري بخفض المدة الانتقالية في غينيا من ثلاث سنوات إلى سنتين، لكن مسؤولا في حكومة العسكريين قال لوكالة فرانس برس إن السلطات “لا تؤكد” هذه المعلومات.

وأعلن الرئيس الحالي لمجموعة غرب إفريقيا أومارو سيسوكو إمبالو، أنّه أقنع المجلس العسكري بتسريع العودة إلى الديموقراطيّة عبر خفض المرحلة الانتقالية من ثلاث سنوات إلى سنتين.وقال سيسوكو إمبالو في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “كنتُ في كوناكري ، لجعل المجلس العسكري يفهم قرار قمّة رؤساء الدول بأنّ الفترة الانتقاليّة لا يمكن أن تتجاوز 24 شهرًا ، هم اقترحوا 36 شهرًا، لكنّنا نجحنا في إقناعهم”.

وأكد مسؤول كبير في المنظمة طالبا عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس أن “المبدأ أقر لكننا ننتظر أن يصبح رسميا عبر إبلاغ رؤساء الدول في الاجتماع المقبل للمجموعة قبل إعلانه”.في المقابل، قال الوزير و المتحدّث باسم الحكومة الانتقاليّة الغينيّة عثمان غاوال ديالو لوكالة فرانس برس “لا الحكومة ولا الرئاسة تؤكّدان هذه المعلومات حول مدّة المرحلة الانتقاليّة في غينيا”.

كان الكولونيل مامادي دومبويا الذي أطاح في الخامس من سبتمبر الرئيس ألفا كوندي بعد أكثر من عشر سنوات في السلطة (2010-2021)، تعهد تسليم السلطة إلى مدنيّين منتخبين في غضون ثلاث سنوات.كانت غينيا كوناكري شهدت في سبتمبر ٢٠٢١ قيام قوات خاصة غينية بانقلاب عسكري ، واحتجزت خلاله الرئيس الغيني ألفا كوندي.

وأعلن قادة الانقلاب عن حظر تجوال في أنحاء غينيا “لحين إشعار آخر”، فضلا عن استبدال عسكريين بحكام المناطق.

وفي مقطع فيديو أُرسل إلى وكالة الأنباء الفرنسية، قال ضابط في زي رسمي محاطا بعدد من الجنود المسلحين بالبنادق: “لقد اتخذنا قرارا، بعد القبض على الرئيس، بحلّ الدستور”.

و أضاف الضابط أن أجواء غينيا وأراضيها قد أغلقت، وأن الحكومة قد تم حلها .

وفي أكتوبر ٢٠٢١ أدى العقيد مامادي دومبويا، قائد الانقلاب اليمين كرئيس انتقالي للبلاد.

وغينيا كوناكري دولة تقع في غرب أفريقيا ، كانت تعرف سابقا باسم ” غينيا الفرنسية ” ، ويطلق عليها غينيا كوناكري لتمييزها عن جارتها غينيا بيساو.و تقسم غينيا كوناكري إلى ثمانية مناطق إدارية تنقسم بدورها إلى 33 محافظة. و العاصمة هي كوناكري ، التي تعد أكبر مدينة والمركز الاقتصادي للبلاد.