اخبار افريقياشرق افريقيا

الكونغو ..بوتقة تنصهر فيها الثقافات بثراء غير عادي ..وروسيا تسحب البساط من فرنسا في إفريقيا

بعد أكثر من عشرين عامًا متجولاً في أقاليم إفريقيا كمراسل صحفي، ويسافر كل شهر إلى بلد في القارة لنقل أخبار النزاعات والقضايا الاجتماعية المختلفة،   أكمل كازافييه الديكوا  Xavier Aldekoa  للتو أحد أكثر أهم مشاريعه وأحلامه: وهو الإبحار في نهر الكونغو من منبعه إلى نهايته في المحيط الهندي في رحلة أستمرت لأكثر من شهرين، في الأرض التي استوحى فيها جوزيف كونراد رواياته الكلاسيكية “قلب الظلام”و “ليس هناك توقف” و “جنونه” مما جعله مميزًا، لأن كل شيء في هذه الارض متطرف وعنيف وفوضوي ومسالم و لطيف في الوقت نفسه.

وفي حوار له مع  diariovasco.com، قال: أنه حلم بالسفر من منابع النهر الي مصبه، فوجدته جوهرة رائعة ومعقدة لما حيويه، وكذلك طاقة للعديد من البلدان الأفريقية، وكان هذا النهر مصدراً للخوف أيضا لأنه كان الطريق الذي وصل من خلاله المستعمر الغربي الي أقاليم إفريقيا.

وقال: الكونغو بلد شديدة التنوع، يتحدث بمئات اللهجات واللغات، وبها أكثر من 200 مجموعة عرقية، وبه نزاعات داخلية، لكنه في نفس الوقت يحوي مناظر طبيعية شاسعة، وأنهار كثيرة تساعد علي التنقل وثروة تحتاج الي استغلالها .

وأضاف في حواره أنه من سوء حظ هذا البلد هو امتلاك الثروات التي اهتم الغرب بها  لتنمية أوروبا،  فكانت البداية من تجارة العبيد، مروراً بالعاج ، الذي أصبح فيما بعد أشكالاً للكنائس أو مفاتيح البيانو ، مطاط الإطارات أو التركيبات الكهربائية، النحاس، اليورانيوم، الكوبالت الخاص بالسيارات الكهربائية أو الكولتان للهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، ورغم ذلك كان هذا البلد بؤرة من بؤر الحكم السيئ، الفوضى  والحروب والتي استغلها البعض في نهب الموارد غير العادية للبلاد لصالح قلة قليلة.

وقال رغم أوجه الشبه للكونغو مع بعض الدول المجاورة ، لكن تبقي لهذا البلد خصوصياته وسيظل وتقة تنصهر فيها الثقافات ذات الثراء الاستثنائي، مشيراً الي روسيا كثفت نفوذها في إفريقيا، وأن صادرات الأسلحة زادت بنسبة 23٪. والأكثر من ذلك ، أن 20٪ مما تبيعه روسيا في العالم ينتهي به المطاف في القارة، لآن روسيا منذ سنوات عديدة رأت أن القارة الأفريقية هي مفتاح لمصالحها وتتصرف وفقًا لذلك، فهي تتقدم بمعدل سريع ينذر بالخطر،  جمهورية إفريقيا الوسطى، بعد أن كانت مستعمرة فرنسية سابقة، أصبحت الآن أقرب بالفعل إلى موسكو منها إلى باريس، ونفس الشيء حدث في مالي، حيث وجودها أكبر بكثير من فرنسا، وهي الآن تقيم علاقات في بوركينا فاسو، وفي ليبيا .

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »