أخبار عاجلةاخبار افريقياشرق إفريقياشرق افريقيا

رواندا .. السجن مدي الحياة بحق ضابط شرطة رواندي سابق متهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية 

أصدرت محكمة في فرنسا حكما على ضابط شرطة رواندي سابق بالسجن مدى الحياة ، بعد إدانته بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية ، حيث تمت إدانة الشرطي الرواندي السابق فيليب هاتيجيكيمانا بارتكاب جرائم خلال الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 ، عندما قتلت ميليشيات الهوتو مئات الآلاف من التوتسي والهوتو المعتدلين.

وقد وصفه الادعاء بأنه لعب دورًا رئيسيًا في تنفيذ عمليات القتل ، ليس فقط في قتل الناس ولكن أيضًا في تحريض الآخرين على القيام بذلك.

وهرب هاتيجيكيمانا ، الذي عمل كضابط كبير في الدرك في نيانزا ، وهي بلدة في جنوب رواندا ، إلى فرنسا بعد الإبادة الجماعية ، وحصل على صفة اللاجئ والجنسية الفرنسية تحت اسم فيليب مانييه.

و عمل حارس أمن جامعي في فرنسا ، قبل أن يهرب إلى الكاميرون في عام 2017 عندما سمع أنه تم رفع شكوى ضده ، حسب وكالة فرانس برس ، و تم القبض عليه في ياوندي وتم تسليمه إلى فرنسا في العام التالي ليواجه المحاكمة.

كانت هذه خامس محاكمة من نوعها في فرنسا لمشارك مزعوم في الإبادة الجماعية.

بداية المذبحة

الابادة الجماعية في رواندا رواندا .. السجن مدي الحياة بحق ضابط شرطة رواندي سابق متهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية 

يذكر أنه في 6 أبريل 1994، أشعل مصرع رئيسي بوروندي ورواندا في حادث سقوط طائرة على إثر هجوم صاروخي جذوة عدة أسابيع من المذابح الكثيفة والمنهجية. وصدمت عمليات القتل، حيث يقدر أن عدداً يناهز 1 مليون نسمة فقدوا أرواحهم فيها، مشاعر المجتمع الدولي وكان من الواضح أنها أعمال إبادة جماعية. وأشارت التقديرات أيضاً إلى اغتصاب ما بين 000 150 و 000 250 امرأة .

وشرع أعضاء الحرس الجمهوري في قتل المدنيين التوتسي في قسم من كيغالي يقع قريباً من المطار. وفي غضون أقل من نصف ساعة من وقوع حادث سقوط الطائرة، كانت المتاريس التي يقف عندها أفراد مليشيات الهوتو ويساعدهم فيها في كثير من الأحيان أفراد من الشرطة شبه العسكرية أو عسكريون قد أقيمت للتحقق من هوية أبناء طائفة التوتسي.

وفي 7 أبريل، بثت محطة الإذاعة والتليفزيون ’الحرة للتلال الألف‘ إذاعة تنسب فيها سقوط الطائرة إلى الجبهة الوطنية الرواندية ووحدة من جنود الأمم المتحدة، وبعض الأقوال التي تحرّض على استئصال “الصرصار التوتسي”.

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، تم قتل رئيسة الوزراء أجاثا أويلينغييمانا و 10 من أفراد حفظ السلام البلجيكيين المخصصين لحمايتها بطريقة بشعة على أيدي الجنود الحكوميين الروانديين في هجوم على بيتها. وجرى بالمثل اغتيال غيرها من زعماء الهوتو المعتدلين. وسحبت بلجيكا بقية أفراد قوتها بعد المذبحة التي حدثت لجنودها.

وفي 21 أبريل، طلبت البلدان الأخرى سـحب جنودها، وانخفضت قـوة بعثـة تقديم المساعدة إلى رواندا من 165 2 فرداً في بدايتها إلى 270 فرداً.

وإذا كانت إحدى المشاكل تتمثل في عدم وجود التزام صارم بالمصالحة لدى بعض الأطراف الرواندية، فقد أدى تردد المجتمع الدولي في الرد إلى تفاقم المأساة. وكانت قدرة الأمم المتحدة على الحد من المعاناة البشرية في رواندا مقيدة تقييداً شديداً لعدم استعداد الدول الأعضاء للاستجابة لتغير الظروف في رواندا بتعزيز ولاية البعثة والإسهام بقوات إضافية.

وفي 22 يونيو، أذن مجلس الأمن لقوات تحت قيادة فرنسية بالقيام بمهمة إنسانية. وأنقذت هذه المهمة، التي يطلق عليها عملية توركواز حياة مئات المدنيين في جنوب شرق رواندا، ولكن يقال أيضاً إنها سمحت للجنود والمسؤولين والمليشيات الضالعين في جريمة القتل الجماعي بالهروب من رواندا من خلال المناطق الخاضعة لسيطرتها. واستمرت جرائم القتل في المناطق الأخرى حتى 4 يوليه 1994 حين سيطرت الجبهة الوطنية الرواندية عسكرياً على أراضي رواندا بأكملها.

إجراء المحاكمات على جريمة الإبادة الجماعية

وبدأت الحكومة الرواندية في نهاية عام 1996 في إجراء المحاكمات التي طال انتظارها على جريمة الإبادة الجماعية. وكان هذا التأخير يرجع إلى أن البلد قد فقد معظم أفراده العاملين في القضاء، ناهيك عن تدمير المحاكم والسجون وغير ذلك من الهياكل الأساسية , وبحلول عام 2000، كان ثمة 000 100 مشتبه في ارتكابهم جريمة الإبادة الجماعية ينتظرون المحاكمة.

جاتشاتشا

وفي 2001، بدأت الحكومة في تنفيذ نظام العدالة التشاركية، المعروف باسم ” غاتشاتشا ” للتصدي للكم الهائل من القضايا المتأخرة. وانتخبت المجتمعات المحلية قضاة لإجراء المحاكمات للمشتبه فيهم بجريمة الإبادة الجماعية المتهمين على جميع الجرائم فيما عدا التخطيط للإبادة الجماعية أو الاغتصاب. وأطلق سراح المتهمين في محاكم غاتشاتشا مؤقتا رهن المحاكمة. وسببت عمليات الإفراج قدراً كبيراً من الاستياء بين صفوف الناجين الذين يرون فيها شكلاً من أشكال العفو العام. ولا تزال رواندا تستخدم النظام القضائي الوطني لمحاكمة المتورطين في التخطيط لجريمة الإبادة الجماعية أو الاغتصاب في ظل قانون العقوبات العادي. ولكن هذه المحاكم لا تسمح بالإفراج المؤقت عن المتهمين في جرائم الإبادة الجماعية.

وتخفف محاكم غاتشاتشا أحكامها إذا أعلن الشخص توبته والتمس التصالح مع المجتمع . ويقصد بهذه المحاكم مساعدة المجتمع على المشاركة في عملية العدالة والمصالحة في البلد.

إقرأ المزيد

جنوب أفريقيا.. بدأ محاكمة فولجنس كايشيما في الإبادة الجماعية في رواندا في 1994 بكيب تاون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »