أخبار عاجلةالرأي

عبد المنعم إدريس يكتب : الصراع الأمريكي الروسي في القرن الأفريقي


كشفت العبارة التي وردت في عقيدة البحرية الروسية في احتفالها الذي شهده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أسبوعين والذي قال مباشرة “مركز لوجستي وفني بالبحر الأحمر” ، التوجهات الروسية تجاه منطقة البحر بل أكدت مساعيها لإيجاد هذا المركز على الساحل الغربي للبحر الأحمر سواء في السودان منذ العام 2017 او في إريتريا ، والتي تشير تقارير اعلامية بأن روسيا بدأت تشييد قاعدة بها لم تعلن عنها موسكو ويصعب تأكيده لأجهزة الإعلام في ظل التعتيم الكبير على الإعلام الذي تعيشه إريتريا.
وبالطبع الساحل الغربي هو جزء من اقليم القرن الأفريقي وفق للتعريفات الجديدة لهذا الإقليم ، كما أنه بالضرورة أمن الإقليم والبحر الأحمر مرتبطان ارتباطا وثيقا.
والي الداخل في عام 2021 وقع رئيس الوزراء الإثيوبي ابي أحمد اتفاق تعاون عسكري وشراء أسلحة روسية في خضم الحرب في اقليم تيجراي ، والاسبوع الماضي كانت العاصمة الإثيوبية أديس ابابا واحدة من المحطات لجولة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الأفريقية.
وعلى الجانب الاخر شهدنا عودة الجنود الأمريكان الي الصومال بعد أن غادروه قبل سنوات تحت مظلة محاربة الإرهاب ، لكن هذه العودة متصله هذه المرة مع وجود القاعدة الأمريكية في جيبوتي.
وعلى الرغم من أن العلاقة بين أديس أبابا و واشنطن تأثرت كثيرا جراء النزاع في إقليم تيجراي ، وموقف الولايات المتحدة منها والذي لم يتوافق مع موقف حكومة إثيوبيا ، الا ان التطورات التي شهدتها إثيوبيا الاسبوع الماضي وزيارة مبعوث واشنطن برفقة مبعوث الاتحاد الأوروبي لعاصمة تيجراي مكلي في أول زيارة دبلوماسي ، غربية لمكلي منذ بدء الحرب في نوفمبر 2021 ، وما سبق هذه الزيارة من جولات للمبعوث الأمريكي لدولتين على علاقة بالملف الإثيوبي هما الإمارات ومصر.
وما تلى زيارة مكلي من بيان أمريكي اوروبي وبيان الحكومة الإثيوبية الجمعة ، والذي أكد على الحوار مع تيجراي دون شروط ، بالإضافة إلي مطالبة واشنطن َوبروكسل لاديس ابابا بإبداء حسن النية بإعادة خدمات الكهرباء والاتصالات والبنوك الي تيقراي.
هذه التحركات أكدت ان واشنطن لا تريد السماح لموسكو التمدد في أرض حليفتها الرئيسية في المنطقة.
وبذا يبقى ملف واحد في المنطقة هو تحت الشد والجذب حتى الأول وهو السودان على الرغم من محاولة مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية كسر جمود الأزمة السودانية بالتعاون مع السعودية إبان زيارتها الي الخرطوم الشهر الماضي الا ان التحرك لم يحرز تقدما سريعا.
مما جعل موسكو تتحرك عبر وكلاء لها في حدود السودان الشرقية إريتريا والتي استماتت خلال الشهور الماضية لطرح وساطتها في الشأن السودان والذي اصطدم برفض أمريكي ، مما جعلها تغير تكتيكاتها بدعوتها لإجتماع لقيادات أهلية وسياسية ، من شرق السودان لإجتماع في اسمرا لحل خلافاتهم.
كما أن التحركات التي تجري على الحدود الغربية للسودان مع تشاد والتوترات التي تاخذ عنوان صراع بين مجموعات عرقية بسبب نهب الإبل الا ان الناظر الي طبيعته واختلاف الروايات حوله سواء الرسمية السودانية او الأهلية او التشادية واختلافاتها يؤكد بأنه يتم استخدام مظلات أسباب الصراعات المحلية ،في صراع روسي فرنسي على منطقة الساحل والصحراء الأفريقية امتدادا لما جرى في أفريقيا الوسطى ومالي وما يعلو ويخمد في تشاد من مظاهرات للمطالبة برحيل القوات الفرنسية من تشاد.
إجمالا صراع النفوذ بين هذه القوى العالمية يدخل إلى المنطقة عبر نوافذ قضايا محلية ويستخدمون تحالفاتهم مع أطراف محلية في هذا الصراع.

• عبد المنعم إدريس – صحفي سوداني متخصص في قضايا القرن الإفريقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »