اخبار افريقياغرب افريقيا

فرنسا..تسمح أخيراً للسنغاليين الذين حاربوا بجانيها ضد ثوار الجزائر بالعودة لبلادهم

مئات الآلاف من الأفارقة حابوا بجانب فرنسا ضد حركات التحرر الوطنية ولم يتمكنوا من العودة لبلادهم

أسقطت فرنسا في يناير الماضي ، شرط الإقامة لمدة ستة أشهر في فرنسا، من أجل حصول المحاربين الأفارقة القدامي علي معاشهم العسكري التقاعدي، قائلة إن بإمكانهم العودة إلى ديارهم للأبد والاستمرار في تلقي المعاش الشهري البالغ 950 يورو، وقالت أيضا إنها ستدفع أيضًا تكاليف الرحلة ونقل أي من قدامى المحاربين الراغبين في المغادرة.

يذكر أن مئات الآلاف من الجنود الأفارقة قاتل لصالح فرنسا في الحربين العالميتين وقاتلوا الثوار الوطنيين في حركات الاستقلال في كل من الجزائر و الهند الصينية وكثير من البلدان التي كانت واقعة تحت وطأة وظلم الاستعمار الفرنسي.

لكن حتى هذا العام ، كان على المحاربين الباقين على قيد الحياة من بين ما يسمى بـ “المشاة السنغاليين” أن يعيشوا في فرنسا لمدة نصف عام أو يفقدوا معاشاتهم التقاعدية.
لذلك وبموجب هذا القرار الجديد سيعود ثمانية من الرماة السنغاليين المخضرمين أخيرًا إلى ديارهم يوم الجمعة المقبل وسيبقوا في ديارهم الي أن يرحلوا علي الحياة.
“يورو دياو” هو أحد هؤلاء المقاتلين، والبالغ من العمر 95 عامًا، سيعود الي السنغال بعد أن أمضي ما يقرب من 20 عامًا على بعد آلاف الأميال بعيداً من عائلته”
قال “أولا ، أعطيت فرنسا دمي – حتى لو لم أنزف في الواقع – وكذلك شبابي وذكرياتي التي نسيتها الآن، فقد نسيت كل شيء، وأصبحت عجوز، لكني سعيد الآن بمغادرة الاستوديو الصغير الذي كنت أسكنه في إحدى ضواحي باريس، والعودة إلى عائلتي فهذا انتصار ، أن يُسمح لنا بالعودة إلى ديارنا وتلقي إعانات الشيخوخة، ويتركونا نعيش بشكل جيد هناك في بلادنا،.
وقال في سني هذا لأ أقول أنني سأذهب وأتزوج الكثير من النساء، لكن سأعيش بشكل جيد، وأكل بشكل أفضل ، وأتجول في القرية، وهذه هي الجنة التي انشدها، وقد حارب الجندي الحاصل على وسام كبير، والذي حصل في عام 2017 على أرفع وسام في فرنسا ، جوقة الشرف ، في كل من الهند الصينية والجزائر.

قالت عيساتا سيك ، رئيسة جمعية إحياء ذكرى الرماة السنغاليين، عندما ألتقت دياو ورفاقه لأول مرة قبل 10 سنوات، كانوا بمفردهم في غرف نزل صغيرة يتشاركون حمامًا مشتركًا، وإضطروا البقاء في فرنسا بعيدًا عن الوطن بسبب قاعدة الستة أشهر ، كما لم يتمكنوا من إحضار عائلاتهم إلى فرنسا بدخلهم الضئيل.
وكذلك كانوا يعيشون في نزل، مساحة الواحدة سبعة أمتار مربعة، بدون مرافق صحية، ورغم كبر سنهم كانوا يقومون بالتسوق بمفردهم، بدون أسرهم، لقد تساءلت عن هذا لأنني أعتقد أنهم قاتلوا من أجل فرنسا ، ومع ذلك فهم يعيشون في ظروف مروعة.
قالت سيك: “لقد صُدمت لأن كل هؤلاء الرجال المسنين الذين ساهموا في حريتنا لا يمكنهم حتى أن يصبحوا فرنسيين”.

فقط بعد سنوات من الضغط ، حصلوا أخيرًا على الجنسية الفرنسية في عام 2017 من قبل الرئيس آنذاك ، فرانسوا هولاند، انتصار آخر لهؤلاء الرجال المسنين ، الذين سيعودون إلى ديارهم يوم الجمعة حيث يمكنهم أخيرًا العيش في سلام ، محاطين بعائلاتهم، لكن بالنسبة لمعظم الناس ، فقد فات الأوان. فقط بضع عشرات من الرماة السابقين ما زالوا على قيد الحياة وبعضهم أضعف من العودة إلى ديارهم.

ربما يعجبك أيضا

جزر القمر..الرئيس غزالي يجب علي فرنسا عدم طرد القمريين من جزيرة مايوت المحتلة

الجزائر: حقول الألغام جريمة استعمارية وآثارها مازالت ظاهرة للعيان

الجزائر .. تحذر سانشيز من “قراراته السرية” بشأن الصحراء الغربية

تانيلا بوني: “بين فرنسا وأفريقيا ، كانت الدودة في الفاكهة لفترة طويلة جدًا”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »