الاتحاد الأفريقي يحتفل بـ ” يوم أفريقيا “

نظمت مفوضية الاتحاد الأفريقي (AUC) اليوم 25 مايو ، في مقرها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ، إحتفالية ضخمه بـ ” يوم أفريقيا ” و الذي يوافق هذا العام الذكرى الستين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية (OAU) والتشكيل اللاحق للاتحاد الأفريقي (AU) , الذي  يحتقل به جميع الافارقة في القارة والشتات يوم 25 مايو من كل عام , والذي يمثل أيضا فرصة للاتحاد الأفريقي للإشادة بالآباء والأمهات المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية / الاتحاد الأفريقي والخطوات الهائلة التي قطعوها لتحقيق السيادة عبر القارة الأفريقية وكذلك القرار الذي اتخذه رؤساء الدول والحكومات الأفارقة بالانتقال من منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقي عقب صدور إعلان سرت في ليبيا عام 1999 والذي دعا إلى إنشاء اتحاد أفريقي بهدف تسريع عملية التكامل القاري .

علامة فارقة

ويعد الاحتفال بالذكرى الستين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية والاتحاد الأفريقي علامة فارقة تؤكد بوضوح مدي التزام القارة بالتضامن والسلام والأمن والتكامل الاقتصادي , خاصة و أن منظمة الوحدة الأفريقية تأسست في 25 مايو 1963 ، لتعزيز الوحدة والتضامن بين الدول الأفريقية والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لجميع دول القارة ، من بين وبعد 60 عامًا من تأسيسها  كان دورها بارزًا في تعزيز العمل الجماعي ، مع تكريس القيم المشتركة والتعاون بين الدول الأفريقية.
وأقيمت الاحتفالات في مقر مفوضية الاتحاد الأفريقي بحضور رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد ، رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا والرئيس  غزالي العثماني ، رئيس اتحاد جزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الأفريق , و موسى فقي محمد ، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ، و الدكتورة مونيك نسانزاباجانوا ، نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ، والدكتورة  الدكتورة نكوسازانا دلاميني زوما ، الرئيس السابق لمفوضية الاتحاد الأفريقي ، ومفوضي الاتحاد الأفريقي ، وأعضاء لجنة الممثل الدائم ، وموظفي مفوضية الاتحاد الأفريقي وأسرهم ، وممثلي أجهزة الاتحاد الأفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية ، ووسائل الإعلام والضيوف المدعوون.

يوم مهم في تاريخ أفريقيا

في كلمته في الاحتفالية قال موسى فقي محمد ، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ، ” إن 25 مايو ، هو يوم مهم للغاية في تاريخ أفريقيا لأنه يكرم رؤية وتوحيد الدول الأفريقية الأعضاء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية والاتحاد الأفريقي التي وضعت الأساس للنهضة الأفريقية. وتنميتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وأضاف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي  ” أنه لدينا أسباب وجيهة خلال هذا الاحتفال بالذكرى الستين لمنظمة الوحدة الأفريقية للتأمل والمشاركة تضامناً مع إخواننا وأخواتنا الذين أُجبروا على النزوح الداخلي أو المنفى بسبب النزاعات المختلفة في القارة”.
و أشار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى أنه خلال الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية في عام 2013 ، “أصر قادتنا ، من خلال تبني أجندة 2063 ، على مشروع الطموح المتمثل في” إسكات البنادق بحلول عام 2020 “على أمل عدم ترك الأجيال القادمة. عبء الحرب وانعدام الأمن “, حيث يريد قادتنا رؤية إفريقيا موحدة ، في سلام مع نفسها وتلعب دورًا ديناميكيًا في الساحة العالمية.
وأكد رئيس المفوضية فقي أنه “على الرغم من الصعوبات بجميع أنواعها ، لا تزال أفريقيا تتميز بقدرتها الكبيرة على الصمود , مشيرا الي انها كانت قادرة ، على الرغم من التوقعات المقلقة في ذلك الوقت ، على الصمود في مواجهة جائحة COVID 19. والأفضل من ذلك ، اغتنمت إفريقيا فرصة هذه المحنة لإعادة التفكير في استراتيجيتها الصحية في عمل متضافر من قبل رؤساء دولنا وحكوماتنا , معتبرا ان هذا الأمر  دليل على أن أفريقيا إذا أرادت يمكنها  مهما كانت طبيعة ونوع المحن التي قد تواجهها  , مشيرا الي ما  قاله الرئيس الغاني المؤسس كوامي نكروما “يجب على أفريقيا أن تتحد”.
وقال موسي فقي “في هذا اليوم المهيب ، وهذا الاحتفال الذي يعيدنا إلى روح الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية ، أود تضخيم أصواتهم التي لا تزال تتردد من وراء القبر ، من خلال توجيه نداء نابض بالحياة لنا جميعًا ، الأفارقة رجال ونساء القارة والشتات ، حتى تعمل قوة وحدتنا وتضامننا الذي طال انتظاره والمتوقع كرافعة لا غنى عنها لقوتنا وتحررنا … دعونا نعتمد على أنفسنا أولاً. بالإضافة إلى ذلك ، سيأتي تضامن أصدقائنا وشركائنا … عاشت إفريقيا ، عاشت الصداقة بين الشعوب! ” اختتم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.

 

حدثا تاريخيا

من جانبه  قال رئيس الوزراء الإثيوبي  أبي أحمد : “إنه منذ ستين عامًا في هذا التاريخ بالذات ، استضافت أديس أبابا حدثًا تاريخيًا من شأنه تشكيل مسار قارتنا ، بصفتنا 32 رئيس دولة , وحكومة الدول الأفريقية المستقلة اجتمعا في عاصمتنا للتوقيع على الميثاق الذي من شأنه أن ينشئ منظمة الوحدة الأفريقية “.
وشدد رئيس الوزراء الإثيوبي  على أن القارة التي تضم 55 دولة عضوًا في الاتحاد الأفريقي قوية جدًا وتتحول بسرعة إلى صوت حاسم في الساحة العالمية ، وقال “لقد قطعنا شوطًا طويلاً في تعزيز والدفاع عن الموقف الأفريقي المشترك بشأن القضايا التي تهم قارتنا , وشعبنا ، و لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لتحقيق تطلعات أجدادنا على النحو المنصوص عليه في الميثاق التأسيسي وميثاق أجندة 2063 “.

طموحات الوحدة والسلام

من جانبه قال غزالي العثماني ، رئيس اتحاد جزر القمر ورئيس الاتحاد الأفريقي: “دعونا نفخر بإنجازات منظمتنا على مدى العقود الستة الماضية ، مع الاستمرار في رسم طريق بوضوح وواقعية مستقبلنا”.

وأضاف الرئيس غزالي  : بين عامي 1963 و 2002 ، نجحت منظمة الوحدة الأفريقية في تحقيق هدفين رئيسيين في سياق تاريخي معين ، من خلال التخلص من استعمار إفريقيا ونهاية الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

وأكد الرئيس غزالي على ضرورة السعي معا لتحقيق طموحات الوحدة والسلام والتنمية للنجاح في تهيئة الظروف لحرية حركة البضائع والأشخاص في الفضاء القاري ، من خلال إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA).

وقال “دعونا نصادق على الاتفاقية ، لأولئك الذين ما زالوا مترددين ، من أجل جعل هذا الطموح حقيقة واقعة ، ومنح قارتنا فرصة لتجربة نمو اقتصادي مستدام وتغذية الأمل في أن تصبح واحدة من أكبر الأسواق في العالم ، في السنوات القادمة ” .

وشملت الفعاليات الأخرى التي أقيمت خلال الاحتفالات تكريم الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية ، وغرس الأشجار للاحتفال بالذكرى الستين ، والمعارض ، والألعاب والأنشطة المختلفة للأطفال والأمسية الثقافية.

جدير بالذكر أنه في مايو 1963 ، التقى 32 من رؤساء الدول الأفريقية المستقلة في أديس أبابا بإثيوبيا للتوقيع على ميثاق إنشاء أول مؤسسة قارية في إفريقيا بعد الاستقلال بهدف رئيسي هو تخليص القارة من بقايا الاستعمار والفصل العنصري ؛ لتعزيز الوحدة والتضامن بين الدول الأفريقية ؛ تنسيق وتكثيف التعاون من أجل التنمية ؛ حماية سيادة الدول الأعضاء وسلامتها الإقليمية وتعزيز التعاون الدولي.

https://www.youtube.com/live/21SfbG4xKJo?feature=share

 

إقرأ المزيد :

مؤسسة بطرس غالي: مصر تولي اهتمامًا كبيرًا لتحقيق التنمية في أفريقيا