أخبار عاجلةاخبار افريقياغرب افريقيا

هل يمثل إتفاق ” الدوحة ” نهاية الازمة في تشاد ؟

وقع المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في تشاد الذي يترأسه محمد إدريس ديبي في الدوحة اليوم، على “اتفاقية الدوحة للسلام مع أكثر من ٣٠ حركة من الحركات السياسية العسكرية المشاركة في الحوار الوطني الشامل السيادي في تشاد” ، وذلك تتويجا لمفاوضات استضافتها العاصمة القطرية الدوحة خلال الأشهر الخمسة الماضية بمشاركة إقليمية ودولية.

وبالرغم من توقيع أكثر من ٣٠ حركة مسلحة علي الاتفاقية ، الا أن مراقبين وخبراء يستبعدون نجاح هذا الاتفاق في التوصل لحل الأزمة في تشاد ، خاصة في ظل رفض عدد من فصائل المعارضة الرئيسية علي رأسها جبهة التغيير والوفاق في تشاد (فاكت) للاتفاق.

وقالت الجبهة في بيان صحفي ” إن الاتفاق أخفق في تلبية مطالبها بالشكل المناسب، ومن بينها إطلاق سراح سجناء تم أسرهم خلال القتال.

ويترأس المجلس العسكري الانتقالي المؤقت في تشاد محمد إدريس ديبي، الذي تولى السلطة العام الماضي بعد مقتل والده الرئيس السابق إدريس ديبي أثناء زيارته للقوات التشادية التي كانت تقاتل قوات جبهة التغيير والوفاق وعدد من الحركات المسلحة الأخري في شمال تشاد .

وحضر مراسم التوقيع، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري ، وعدد من وزراء الخارجية والمسؤولين بعدد من الدول، وممثلون عن الاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية والدولية.

ووقع على الاتفاق نيابة عن الحكومة الانتقالية في تشاد، شريف محمد زين وزير الشؤون الخارجية التشادي ، إلى جانب ممثلين عن الحركات السياسية العسكرية في تشاد.

ويمهد هذا الاتفاق لبدء انعقاد الحوار الوطني الشامل والسيادي في تشاد في العاصمة التشادية إنجامينا، الذي يهدف لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.

وقال وزير الخارجية القطري في كلمة أثناء حفل توقيع الاتفاق : إن التاريخ يعلمنا بعدم نجاعة حل الأزمة التشادية بالقوة العسكرية، وإن السبيل الوحيد هو الحوار البناء من خلال طاولة المفاوضات وتحقيق تسوية سياسية شاملة بين جميع أطياف شعب جمهورية تشاد.واقر الوزير القطري بأن المفاوضات قد واجهتها العديد من التحديات التي تم معالجتها .

وأكد وزير الخارجية القطري أنه يتعين على جميع الأطراف التشادية تجاوز الماضي وآلامه، والتركيز على المستقبل وآماله، مع عدم إغفال العبرة من الماضي، وهو ما يوجب على الجميع الانطلاق إلى المستقبل بروح وثابة وإيمان راسخ بحق شعب جمهورية تشاد في أن ينعم بالأمن والاستقرار والوحدة وأن يحقق التنمية المنشودة.

وشدد على أن الجميع يدرك حجم التحديات لتحقيق السلام المنشود في تشاد من خلال المفاوضات والحوار الوطني الذي سوف يعقد في إنجامينا.

ودعا في هذا الصدد المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لاغتنام هذه الفرصة التاريخية، لإنجاح الحوار الوطني، وتحقيق المصالحة الوطنية لتحقيق السلام المنشود للشعب التشادي.

وقال “وفي هذا السياق لا يساورني أدنى شك أن جميع الأطراف التشادية تقدر المسؤولية الملقاة على عاتقها وأن الجميع بإذن الله وتوفيقه سيبذل قصارى جهده لتحقيق تطلعات الشعب التشادي في أن يكون السلام بديلا لحرب استمرت سنوات طويلة، وأن يسود الأمن والاستقرار كافة ربوع تشاد”.

وفي كلمة مسجلة أمام مراسم التوقيع، قال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة: إن هذه الاتفاقية تاريخية وستمكن – مع الالتزام بها- من تحقيق سلام دائم في تشاد، داعيا المجتمع الدولي لتقديم المساعدة اللازمة إلى تشاد في هذه الفترة الحاسمة.

وقال موسي فقي رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ” إن الاتفاق بين الأطراف التشادية تم التوصل إليه بعد 5 أشهر من المفاوضات .

وأضاف “هنيئا للدوحة مدينة السلام”.

وطبقا لوكالة الأنباء القطرية يشكل الاتفاق خطوة أولى في طريق المصالحة التشادية.

كما يتضمن تدابير لاستعادة الثقة والسلام والوئام الوطني والأمن منها: وقف الأعمال العدائية بصورة تامة ونهائية، التزام الحكومة الانتقالية بعدم قيام قوات الدفاع والأمن بأي عملية عسكرية أو بوليسية ضد الحركات السياسية العسكرية الموقعة على الاتفاقية أينما وجدت في البلدان المجاورة لتشاد، التزام الحركات السياسية المسلحة بعدم القيام بأي اختراق أو عمل مسلح أو هجوم من أي نوع كان ضد الحكومة الانتقالية، والتزام جميع الأطراف بعدم القيام بأي عمل عدائي أو انتقامي أو مضايقة على أساس عرقي أو انتماء سياسي أو أي أساس آخر.

ويتضمن الاتفاق تدابير أخرى لنزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، وبناء الثقة والترتيبات الأمنية، والحوار الوطني الشامل في إنجامينا، فضلا عن آليات متابعة وتنفيذ هذه الاتفاقية.وكانت دولة قطر استضافت مفاوضات السلام التشادية في شهر مارس الماضي بمشاركة ممثلين عن الحكومة الانتقالية ومعظم الحركات السياسية العسكرية في تشاد، وذلك انطلاقا من دورها الإقليمي والدولي الفاعل في توفير الأرضية الأساسية للوساطة ومنع نشوب وتفاقم النزاعات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »