أخبار عاجلةاخبار افريقياالقرن الافريقى

تطهير عرقي و قتل خارج نطاق القانون .. تقرير أمريكي يرسم صورة قاتمة عن أوضاع حقوق الإنسان في إثيوبيا

كشفت  وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي القطري صورة قاتمة حقوق الإنسان في إثيوبيا، متناولا بالتفصيل الانتهاكات الجسيمة التي حدثت خلال النزاعات داخل إثيوبيا خلال العام 2023 .

ووفقا لصحيفة أديس ستاندرد الإثيوبية تضمن التقرير المؤلف من 68 صفحة شهادات عن عمليات تطهير عرقي و القتل خارج نطاق القانون والاختفاء القسري والتعذيب والاعتقال التعسفي والقيود المفروضة على الحقوق الديمقراطية في مختلف المناطق المتضررة من الصراع في إثيوبيا .

وذكر التقرير أنه بالرغم من   اتفاق وقف الأعمال العدائية المبرم في نوفمبر 2022 أنهي الحرب ة بين الحكومة الفيدرالية وقوات إقليم تيجراي ، الا أن  الانتهاكات مازالت مستمرة .

وأبرز التقرير أن مختلف الميليشيات المشاركة في الصراع، بما في ذلك قوات الدفاع الوطني الإثيوبية وكذلك قوات تيجراي والأمهرة، متورطة في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية , وشملت هذه الفظائع جرائم مثل القتل والاعتداء الجنسي والطرد القسري للمدنيين وحالات التطهير العرقي.

وأشار التقرير إلي العديد من حوادث عمليات القتل خارج نطاق القانون التي ارتكبتها قوات الأمن الإثيوبية، بما في ذلك التورط المزعوم للقوات الحكومية في مقتل 23 مدنيًا في منطقة أوروميا في يناير 2023.

ولفت التقرير الأمريكي إلى النتائج التي توصلت إليها اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان (EHRC)، والتي وثقت أكثر من 200 عملية قتل على يد القوات الحكومية في تسع بلدات في إقليم أمهرة بعد إعلان حالة الطوارئ في أغسطس 2023.

كما أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى ظهور حالات الاختفاء القسري باعتبارها مصدر قلق كبير، حيث أبلغت وسائل الإعلام المحلية ومنظمات حقوق الإنسان عن زيادة في حالات احتجاز المنتقدين والناشطين والصحفيين بمعزل عن العالم الخارجي من قبل السلطات الإثيوبية.

ونوه التقرير إلي أن عضوًا سابقًا في قوة أمن إقليمية اختفى في ديسمبر 2022 بعد استدعاء، بينما في غرب تيغراي، لافتا الي مزاعم بأن قوات الأمهرة احتجزت العديد من أبناء عرقية تيجراي في أماكن غير معلنة .

وسلط التقرير الضوء على انتشار الاعتقال والاحتجاز التعسفيين دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، مشيراً إلى أنه تم إلقاء القبض على الآلاف من أفراد عرقية الأمهرة والأورومو واحتجازهم في مرافق مؤقتة في ظروف يرثى لها.

ووفقا لصحيفة أديس ستاندرد تطرق التقرير إلي عمليات التعذيب التي تتم من قبل قوات الأمن الإثيوبية أثناء الاستجوابات لانتزاع اعترافات، بما في ذلك أساليب مثل الضرب، وغيرها من أشكال المعاملة القاسية، سواء في مراكز الاحتجاز الرسمية أو المواقع غير الرسمية.

بالإضافة إلى ذلك، أشار التقرير إلى النتائج التي توصلت إليها لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية، والتي كشفت عن وجود معسكرات اعتقال غير رسمية تديرها الشرطة الإقليمية حيث تعرض المشتبه بهم للتعذيب.

وذكر التقرير أن السجون ومرافق الاحتجاز تعاني من الاكتظاظ الشديد، مما يعرض النزلاء لظروف قاسية تهدد حياتهم وتتسم بعدم كفاية الغذاء والمياه والصرف الصحي والرعاية الطبية.

ولاحظت كذلك حالات حبس فيها السجناء في زنزانات لفترات طويلة دون راحة , بالإضافة إلى ذلك، ظهرت مزاعم بشأن قيام قوات الأمن بتنفيذ عمليات إعدام لمعتقلين تم إخراجهم من المرافق الرسمية.

وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن السلطات الإثيوبي لم تقم بإجراء تحقيقات ذات مصداقية في التقارير المنتشرة على نطاق واسع عن مثل هذه الانتهاكات. 

وأكد التقرير وفقا لصحيفة أديس ستاندرد أن النزاعات المختلفة والاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين القوات الحكومية مع مجموعات الميليشيات مثل جيش تحرير أورومو وميليشيا فانو إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين، مع تورط جميع الأطراف المشاركة في عمليات قتل خارج نطاق القضاء لغير المقاتلين.

وسلط التقرير الضوء أيضًا على وجود تطهير عرقي ، وعنف جنسي واسع النطاق، وغيرها من الانتهاكات ضد سكان تيغراي العرقيين على يد الجنود الإريتريين وميليشيا الأمهرة التي استمرت في تيغراي، حتى بعد توقف الأعمال العدائية بعد اتفاق بريتوريا. وقررت لجنة سابقة تابعة للأمم المتحدة أن الحكومة الفيدرالية فشلت في حماية سكان تيغراي من الانتهاكات التي ترتكبها القوات الإريترية.

وذكر التقرير أن هذه الصراعات ادت أيضًا إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان، في حين أشارت التقارير إلى اختلاس المساعدات الإنسانية، حيث تم تحويل المواد الغذائية المخصصة للمناطق المنكوبة بالمجاعة في تيجراي وبيعها في الأسواق كجزء من جهد منسق، مما أدى إلى تفاقم معاناة المدنيين.

وأكد تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2023 على أنه على الرغم من أن السلطات الإثيوبية حاكمت بعض الضباط ذوي الرتب المنخفضة، إلا أنه تم اتخاذ تدابير محدودة بشكل عام للتحقيق بشكل موثوق في الانتهاكات ومحاسبة الجناة من جميع الرتب، وبالتالي إدامة ثقافة الإفلات من العقاب.

إقرأ المزيد :

تطورات جديدة في إثيوبيا .. قتلي وجرحي وآلاف النازحين في اشتباكات مسلحة في إقليمي أمهرة وتيجراي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »