أخبار عاجلةاخبار افريقياغرب افريقيا

النيجر : المشهد إلي مزيد من الضبابية .. وأنصار الحل السلمي يكثفون تحركاتهم لحل الأزمة

 

 

يتجه المشهد في النيجر إلي مزيد من الضبابية ، مع تكثيف الدول التي ترفض مبدأ التدخل العسكري من تحركاتها لمحاولة الوصول لحل سلمي للأزمة التي شهدتها النيجر عقب الإنقلاب العسكري وعزل الرئيس محمد بازوم ، خاصة من جانب الجزائر التي يقوم وزير خارجيتها في تلك اللحظات بجولة مكوكية في عدد من دول الايكواس بدأها بنيجيريا لمحاولة تغليب الحل السلمي الدبلوماسي للأزمة ودفع دول ” إيكواس ” لتجنب خيار التدخل العسكري في النيجر .

في المقابل تتجه العلاقات بين المجلس الإنتقالي في النيجر وفرنسا إلي نقطة اللاعودة خاصة بعد قرار المجلس الانتقالي طرد السفير الفرنسي من نيامي .

« أفرو نيوز 24 » تستعرض في التقرير التالي أبرز المستجدات علي صعيد الأزمة في النيجر خلال ال ٢٤ ساعة الأخيرة .

طرد السفير الفرنسي

البداية كانت بإعلان وزارة الخارجية النيجرية /الجمعة/ أن المجلس العسكري الذي يحكم النيجر حاليا بعد الاطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم، أعطى السفير الفرنسي في نيامي مهلة 48 ساعة لمغادرة البلاد.

وأكدت الوزارة – في بيان لها أمس /الجمعة/- أنه نظرا “لرفض سفير فرنسا في نيامي الاستجابة” لدعوتها إلى “إجراء مقابلة” الجمعة، وتصرفات أخرى من الحكومة الفرنسية تتعارض مع مصالح النيجر، قررت السلطات سحب موافقتها على اعتماد السفير سيلفان إيت وطالبته بمغادرة أراضي النيجر خلال مهلة 48 ساعة”.

ويأتي هذا القرار بعد سلسلة من التصريحات والمظاهرات المعادية لفرنسا منذ الأحداث الأخيرة التي شهدتها النيجر وإعلان قائد الحرس الرئاسي عبدالرحمن تشياني توليه السلطة في البلاد عقب الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم واحتجازه منذ 26 يوليو الماضي.

فرنسا ترد

سريعا جاء الرد من فرنسا، التي رفضت مطالبة السلطات التي تحكم النيجر حاليا بعد الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم، بمغادرة سفيرها، معتبرة أن “الانقلابيين لا يملكون أهلية” لتقديم مثل هذا الطلب.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن “فرنسا علمت بطلب الانقلابيين”، مضيفة أنهم “لا يملكون أهلية لتقديم مثل هذا الطلب، واعتماد السفير لا يأتي إلا من السلطات النيجرية الشرعية المنتخبة”.

توتر ملحوظ

وسلطت صحيفة “الجارديان” البريطانية، الضوء على قرار المجلس العسكري الانتقالي في النيجر بطرد السفير الفرنسي سيلفين إيتي ومنحه مهلة 48 ساعة لمغادرة البلاد.

وتشير الصحيفة في تقرير إخباري إلى أن وزارة الخارجية الفرنسية عبرت في بيان لها مساء أمس الجمعة عن رفضها لقرار المجلس العسكري حيث إنها لا تعترف به كسلطة شرعية في البلاد، موضحة أنه ليس لديه السلطة لاتخاذ مثل هذا القرار وأن باريس لا تعترف بالمجلس وقرارته.

وتضيف الصحيفة أن القرار بطرد السفير الفرنسي يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين النيجر والدول الغربية توترا ملحوظا في أعقاب الانقلاب الذي أطاح بالرئيس السابق محمد بازوم في أواخر شهر يوليو الماضي.

وتشير الصحيفة إلى تصريحات وزارة الخارجية في النيجر التي توضح فيها أن قرار طرد السفير الفرنسي يمثل رد فعل لتصرفات الحكومة الفرنسية والتي تتعارض مع مصالح النيجر، موضحة في نفس الوقت أن السفير رفض مقابلة وزير خارجية البلاد الجديد الذي قام المجلس العسكري بتعيينه مؤخرا.

ويوضح التقرير أن انقلاب يوليو في النيجر يأتي في ظل تزايد موجة من الرفض الشعبي للوجود الفرنسي في البلاد في وقت بدأت تعلو فيه الأصوات داخل النيجر متهمة فرنسا بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.

وكانت باريس قد طالبت في أعقاب الانقلاب العسكري الشهر الماضي بعودة الرئيس المخلوع محمد بازوم للسلطة وأضافت أنها سوف تساند جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس) لإجهاض الانقلاب واستعادة النظام السابق في البلاد.

كما قامت الحكومة الفرنسية كذلك في أوائل الشهر الجاري برفض قرار للمجلس العسكري في النيجر بإلغاء عدد من الاتفاقيات الثنائية في مجال التعاون العسكري، موضحة أن تلك الاتفاقيات تم التوصل إليها مع “السلطة الشرعية” في البلاد.

وتشير الصحيفة إلى أن التدهور الواضح في العلاقات بين فرنسا والنيجر يعيد إلى الأذهان انهيار العلاقات بين فرنسا وكل من مالي وبوركينا فاسو في أعقاب انقلابات مماثلة والذي أدى إلى طرد القوات الفرنسية في كلا البلدين وقطع العلاقات .

وتشير الصحيفة في الختام إلى أن النيجر تتمتع بأهمية استراتيجية خاصة على الساحة الدولية حيث إنها تعد من أكبر منتجي اليورانيوم على مستوى العالم، كما أنها تشكل قاعدة للقوات الفرنسية والأمريكية ودول أجنبية أخرى التي تساعد في مجال محاربة الجهاديين الإسلاميين في المنطقة.

 

الخارجية الأمريكية تنفي

 

ونفت وزارة الخارجية الأمريكية صحة الرسائل التي تم تداولها بشأن طلب قدمته النيجر لمغادرة بعض الدبلوماسيين الأمريكيين البلاد.

وذكرت الوزارة الأمريكية – حسبما أفادت قناة “الحرة” الأمريكية اليوم السبت – أن “وزارة خارجية النيجر أبلغت الولايات المتحدة بأن صور الرسائل المتداولة على الإنترنت والتي تدعو إلى مغادرة بعض الشخصيات الدبلوماسية الأمريكية للنيجر لم تصدر عن وزارة خارجية النيجر” .. مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية لم تتلق طلبا بهذا.

 

هدف مشترك

 

وفي إطار التحركات الجزائرية لحل أزمة النيجر سلميا ، أكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، /الجمعة/، بكوتونو عاصمة بنين، أن تحقيق العودة إلى النظام الدستوري في النيجر هو “هدف مشترك” للجزائر والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ايكواس) “اللتين تسعيان حاليا إلى التوصل إلى حل سياسي” للأزمة في النيجر.

وأوضح عطاف، في تصريح صحفي أدلى به خلال زيارة العمل التي يقوم بها إلى البنين، قائلا: “إننا نسير سواء ضمن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا أو في الجزائر على نفس خطة العمل، والمتمثلة في تنسيق جهودنا قدر الإمكان لبلوغ هدف مشترك، وهو تحقيق العودة إلى النظام الدستوري في النيجر”.

وأضاف أن “المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا تسعى، شأنها شأن الجزائر، إلى دعم الحل السلمي للأزمة في النيجر”، مجددا التأكيد على أن الأزمة في النيجر هي أزمة ناتجة عن تغيير غير دستوري، وأن هذه الأزمة “إذا كانت محور انشغالات المجموعة الاقتصادية فهي تصب في انشغالات الجزائر أيضا”.

وفي ذات السياق، أكد وزير الخارجية الجزائري أن بلاده تعارض دوما التدخلات الأجنبية العسكرية حيثما كانت، مذكرا بالعواقب الوخيمة للتدخلات العسكرية في كل من العراق وسوريا وليبيا.

واستطرد إن الجزائر تعتبر دوما أن اللجوء إلى القوة “عامل تعقيد لا يساهم في التوصل إلى حل”.

من جانبه.. أكد وزير الخارجية البنيني باكاري أجادي أوشلغون، على “تطابق وجهات النظر بين الجزائر والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وبالتالي بين الجزائر والبنين حول الأزمة في النيجر.

وفي السياق ذاته، شدد الوزير البنيني قائلا: “نشاطر التمسك بمبدأ الوصول الى السلطة عن طريق الانتخابات وليس عن طريق السلاح”، مضيفا “ونشاطر أيضا التمسك بعدم السماح بانتشار أنظمة عسكرية غير دستورية في المنطقة”.

وأردف: “سنعمل معا من أجل تحقيق الأهداف التي سطرها الرئيسان عبد المجيد تبون وباتريس تالون (رئيس البنين) بشأن النيجر، في أسرع وقت ممكن”.

 

إيطاليا تساند جهود الجزائر

 

وأكد وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، استعداد بلاده لمساندة جهود الجزائر، ودعم مساعيها لتهدئة الأوضاع والعمل على تحقيق العودة إلى النظام الدستوري في النيجر عبر السبل السلمية.

جاء ذلك خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف من نظيره الإيطالي، /الجمعة/، حسبما أفادت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان.

وأعرب الوزير الإيطالي عن دعم حكومة بلاده وتثمينها عالياً لمبادرة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بإيفاد مبعوثين إلى النيجر ودول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بغية توفير الشروط الضرورية لتغليب منطق الحل السياسي للأزمة في النيجر.

وأشار تاجاني إلى أن إيطاليا تشاطر تماما قلق الجزائر بشأن تداعيات خيار اللجوء إلى استعمال القوة.

إقرأ المزيد

النيجر .. خيار تدخل ” إيكواس ” عسكريا لإعادة بازوم للحكم يعود للواجهة من جديد

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »