أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن التزام بقيمة 30 مليار دولار أمريكي لبرنامج المناخ التحفيزي ALTÉRRA الذي تم إطلاقه حديثًا، والذي سيدفع الجهود الدولية إلى الأمام لإنشاء نظام تمويل مناخي أكثر عدالة، مع التركيز على تحسين الوصول إلى التمويل لجنوب العالم.
مما لا شك فيه أن الالتزام بمبلغ 30 مليار دولار أمريكي هو أكبر أداة استثمارية خاصة في العالم لمكافحة تغير المناخ. ومن المتصور أن هذا الاستثمار سيوجه أسواق القطاع الخاص نحو الاستثمارات المناخية ويركز على تحويل الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.
في حين تعرضت دولة الإمارات العربية المتحدة لانتقادات حادة لكونها واحدة من أكبر الدول المصدرة لانبعاثات النفط والغاز، يبدو أن الحكومة لا تخجل من تمويل العمل المناخي في الجنوب العالمي. ربما ما هو مفقود الآن هو إطار التأثير المناخي الذي سيضمن تحولًا مناخيًا إيجابيًا نحو أهداف مناخية جماعية، بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية لحماية صناعات الجنوب العالمي والتأكد من أن ولاية ALTÉRRA المناخية ستتمتع بالمساءلة والشفافية.
ومن الجدير بالذكر أن إطلاق هذه الآلية وصفه رئيس مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، الدكتور سلطان الجابر، بأنه “لحظة حاسمة” في خلق حقبة جديدة من التمويل الدولي للمناخ.
وقال الدكتور الجابر: “توفر ألتيرا حلاً تحويلياً لجذب رأس المال الخاص. وسيؤدي حجمها وهيكلها إلى إحداث تأثير مضاعف في الاستثمار الذي يركز على المناخ، مما يجعلها أداة لا مثيل لها. ويعكس إطلاقه أجندة عمل رئاسة مؤتمر الأطراف والجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة لجعل تمويل المناخ متاحاً وسهل المنال وبأسعار معقولة.
سيكون لدى ALTÉRRA هيكل مبتكر من جزأين لتحفيز الأفكار الجديدة، وتحفيز الأطر السياسية والتنظيمية، وتحديد الحلول لنشر رأس المال بسرعة عبر سلسلة القيمة بأكملها للاقتصاد المناخي الجديد. سيعمل مكون ALTÉRRA بقيمة 25 مليار دولار أمريكي على توجيه رأس المال المؤسسي نحو الاستثمارات المناخية على نطاق واسع والتي تتمتع بأكبر إمكانات لتسريع الانتقال إلى اقتصاد صافي صفر ومرن للمناخ، بينما سيوفر المكون الآخر البالغ 5 مليارات دولار أمريكي من ALTÉRRA رأس مال لتخفيف المخاطر لتحفيز تدفقات الاستثمار إلى الجنوب العالمي، والتصدي بشكل مباشر للتحديات التي تحد حاليًا من الاستثمار في المناخ.
تشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2030، ستحتاج الأسواق الناشئة، وخاصة تلك الموجودة في الجنوب العالمي، إلى 2.4 تريليون دولار أمريكي سنويًا للتصدي لتغير المناخ، ولهذا السبب ستحدد خطة عمل COP28، وهي: تحول الطاقة، وإزالة الكربون الصناعي، والحياة المستدامة، وتكنولوجيا المناخ، ما إذا كانت المستقبل مائل أو مشرق.
قد يظل سجل دولة الإمارات العربية المتحدة في إدارة منصات الاستثمار الكبيرة والنجاح في تطوير وتشغيل مشاريع الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم كميسر موثوق به على مفترق الطرق العالمي بين الشمال والجنوب والشرق والغرب قيد الاختبار حتى تصل التمويلات المذكورة أعلاه إلى أولئك المتأثرين بشكل غير متناسب بتغير المناخ .
اقرا ايضا:-
جنوب أفريقيا: مئات الأشخاص ينضمون إلى مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في جوهانسبرج
أسعار الذهب إلي مزيد من الارتفاع عالميا مدعومة بتراجع سعر الدولار
