أخبار عاجلةأخبار العالمالرأي

قبل قمته بواشنطن .. هل تفتح الحرب على غزة الأبواب أمام الحلف الاطلسي للتدخل في الشرق الأوسط؟ 

 

بروكسيل –  آسيا العتروس

تزامنت هدنة الأيام السبعة بين إسرائيل و حماس مع اجتماع وزراء خارجية الحلف الاطلسي في العاصمة الاوروبية بروكسيل الأمر الذي فرض و ربما لأول مرة منطقة الشرق الأوسط في دائرة اهتمام و تصريحات الأمين العام للحلف الاطلسي ستولنبورغ الذي توقف أكثر من مرة عند تطورات الحرب الدموية في غزة ..حيث دعا ستولنبروغ و في افتتاح أشغال اجتماع وزراء خارجية الناتو إلى تمديد الهدنة و السماح بإدخال مزيد المساعدات الإنسانية إلى الأهالي في قطاع غزة ..كما كان لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي خلال دورة وزراء الخارجية للناتو استحضار لتطورات الحرب في غزة لتستأثر و لأول مرة تقريبا بالاهتمام إلى جانب الحرب الروسية الأوكرانية ، و في مختلف الندوات الاعلامية للأمين العام للناتو كانت الحرب في غزة حاضرة .

انعقاد اجتماع وزراء خارجية الحلف الاطلسي نهاية شهر نوفمبر(يومي 27 – 29 نوفمبر) في العاصمة الأوروبية بروكسيل أعاد إلى السطح حجم التحديات التي ما انفك الحلف يحاول محاصرتها لا سيما تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي تدخل عامها الثالث على التوالي على وقع مزيد الغموض بشأن نتائج هذه الحرب سياسيا عسكريا أمنيا و اقتصاديا أيضا .

أول الملاحظات التي لا يمكن لأعين ملاحظ اسقاطها في أعقاب اجتماع وزراء خارجية الحلف الاطلسي والذي سبقه اجتماع لوزراء دفاع الحلف الاطلسي أنه تزامن هذه المرة مع الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة والتي جعلت الامين العام للحلف الاطلسي ينس ستولنبورغ يتعرض لهذه الحرب في أكثر من مداخلة خلال لقاءاته الاعلامية بالصحفيين حيث فرضت المقارنة بين غزة وأوكرانيا نفسها أكثر من مرة على الأمين العام ، كما أثير دور الحلف الاطلسي و احتمال تدخله في المنطقة في أكثر من مناسبة .

اجتماع وزراء خارجية الحلف الاطلسي يمكن اعتبار استعداد مبكر للناتو لقمته السنوية المرتقبة في جويلية ” يوليو ”  2024 و التي ستحتضنها واشنطن وهي قمة ستكون مصيرية بكل المقاييس بالنظر إلى أنها تعقد في موسم انتخابي بامتياز يراهن عليه الرئيس الحالي بايدن لإعادة انتخابه لولاية ثانية رغم تراجع شعبيته بسبب الدعم المنفلت لتمويل الحرب في أوكرانيا و الدعم اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي و لحكومة نتانياهو العنصرية المتطرفة .

انعقاد اجتماع وزراء خارجية الحلف الاطلسي تزامن مع بداية نهاية الهدنة الإنسانية التي تم التوصل إليها بين إسرائيل و حركة حماس و تم بمقتضاها إطلاق سراح عدد من الرهائن الاسرائيليين والأسرى الفلسطينيين .

ستولنبورغ الذي يستعد لانهاء مهامه على ٍرأس الناتو يعتقد أن أوكرانيا تبقى أم الأولويات للحلف وأنه سيتعين على الحلف أن يكون مستعدا لتلقي أخبار سيئة من أوكرانيا ، ولكن ذلك يستوجب حسب رأيه دعم أوكرانيا في الأوقات الجيدة والسيئة على حد سواء ، ” الدعم لاوكرانيا مسألة لا يمكن اسقاطها معتبرا أن “الحروب بطبيعتها لا يمكن التنبؤ بها، لكننا نعلم أنه كلما زاد دعمنا لأوكرانيا، كلما انتهت الحرب بشكل أسرع.” 

في المقابل نفى الأمين العام للحلف الاطلسي أي دور للناتو في الحرب الراهنة في غزة وأنه ليس منخرطًا فيها بأي شكل من الأشكال.

وأوضح أن الرسالة التي أكدها الحلف فيما يتعلق بالنزاع في غزة هي أهمية احترام القانون الإنساني الدولي واحترام حياة المدنيين، مؤكدًا أن الحلف لا دور له في الصراع الدائر حاليا لكن بعض أعضائه فاعلون فيه في إشارة الى الدعم الأمريكي و الأوروبي لإسرائيل .

و لكن تصريحات الأمين العام لم تفوت الفرصة دون التوقف عند الدور الإيراني حيث شدد على أنه “يجب على إيران عدم تأجيج الأوضاع وأن تكبح جماح حماس وحزب الله.

“الناتو لا يخفي تطلعاته لفتح مكتب جديد له في العاصمة الاردنية عمان مطلع العام القادم و قد يكون لزيارة الملك عبد الله الى مقر الحلف في الأسبوع الثاني من إندلاع الحرب على غزة تأكيد على هذا التوجه في إطار مبادرة اسطمبول و الحوار الأطلسي المتوسطي علما و أن إسرائيل طرف في هذا الحوار.

 

نائب الامين العام “عالم اكثر تعقيدا 

887991 2023107235 قبل قمته بواشنطن .. هل تفتح الحرب على غزة الأبواب أمام الحلف الاطلسي للتدخل في الشرق الأوسط؟ 
خافيير كولومينا نائب الأمين العام لحلف الأطلسي

على هامش اجتماعات وزراء خارجية الناتو في خضم الحرب المسعورة على غزة قال خافيير كولومينا ” إن حلف شمال الأطلسي “ليس لديه سياسة” تجاه الشرق الأوسط لكنه أعتبر أن إيران مصدر قلق للحلف بسبب دورها في دعم روسيا .

يقول نائب الأمين العام للحلف الاطلسي أن الحلف بصدد مناقشة رؤية “الناتو” للصراع في الشرق الأوسط وخطط توسيع الشراكة مع دول المنطقة، حيث جرى تعيين مجموعة من الخبراء المستقلين لفحص المشهد وتقديم توصياتهم في شأن ما يمكن لـ”الناتو” القيام به لمنع الأزمات ومكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار.

وقال نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية خافيير كولومينا الذي أشار إلى أن الصراع في الشرق الأوسط، جنباً إلى جنب مع العدوان الروسي المستمر على أوكرانيا، “يجعل العالم اليوم أكثر تعقيداً من أي وقت مضى”. ففهم المشهد الدولي، وفق مسؤول “الناتو”، “قد تغير منذ الهجوم المفاجئ الذي نفذته (حماس)، وما تلا ذلك من رد فعل إسرائيل، لذلك من الواضح أن لدينا مشهداً مختلفاً، وعلينا أن نفهم أين نحن”.

-سيناريو اليوم التالي 

received 3682885458608074 قبل قمته بواشنطن .. هل تفتح الحرب على غزة الأبواب أمام الحلف الاطلسي للتدخل في الشرق الأوسط؟ 
وزير الخارجية الأمريكي خلال اجتماعات وزراء خارجية الناتو

و يجري في أروقة صنع القرار داخل الولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية في شأن سيناريو “اليوم التالي”، حيث تجري مناقشة خطط مستقبل غزة ما بعد الحرب، أو بالأحرى ما بعد هزيمة “حماس”.

بدوره تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال اجتماعات وزراء خارجية الناتو في شأن عدد من البدائل المحتملة التي تجري دراستها،. ومن بين الخطط التي ترددت من قبل القادة في مصر وإسرائيل ما يتعلق بدولة فلسطينية “منزوعة السلاح” مع “ضمانات بقوات، سواء من حلف شمال الأطلسي (الناتو)  أو قوات من الأمم المتحدة أو أخرى عربية أو أميركية.

هل يمكن للناتو التدخل على أرض الميدان ؟

517582 1 1696443937 قبل قمته بواشنطن .. هل تفتح الحرب على غزة الأبواب أمام الحلف الاطلسي للتدخل في الشرق الأوسط؟ 
كولومينا : لم يتم مناقشة أو طرح مسألة التدخل في غزة

 يقول نائب الأمين العام كولومينا، “لم يتم مناقشة أو طرح مسألة التدخل في غزة ما بعد حماس”.. قبل أن يتدارك بأنه يمكن في نهاية المطاف لحلف شمال الأطلسي القيام بهذا الدور إذا قرر المجتمع الدولي وحلفاء (الناتو)، لكن كما قلت لم نناقش الأمر بعد”.

وفي شأن إرسال بعثة لحفظ السلام أشار إلى أن “(الناتو) هو الأكثر قدرة على قيادة مثل هذا الجهد، لقد فعلنا ذلك في الماضي، وبالتأكيد يمكننا القيام به مستقبلاً”،  ومع ذلك أكد أنه “لم يتم اتخاذ قرار في شأن غزة، ولم يتم اقتراحه علينا حتى الآن، وهو قرار يتعين يعتبر كولومينا أن “الوضع في غزة يهم الجميع، وبطبيعة الحال (الناتو لكن ليس هناك سياسة تجاه الشرق الأوسط، لكن لدينا سياسة تتعلق بالاستقرار، وهو أمر يمثل مصدر قلق بالنسبة إلينا.. لدينا سياسة لمكافحة الإرهاب، وأخرى تتعلق بحماية المدنيين والقانون الإنساني الدولي، ولهذا السبب نحن نتواصل قدر الإمكان مع شركائنا العرب على وجه الخصوص، وكذلك مع إسرائيل التي تيبقى عضو في الحوار المتوسطي وحليف لـ(الناتو)”.

نائب أمين عام “الناتو” يعتبر أن العديد من التحديات الأمنية والتهديدات الحالية “لم تعد مترابطة جغرافياً، لكنها تؤثر في مستوى العالم. ولهذا السبب يحتاج (الناتو) إلى وجود أكبر وأكثر عالمية للوصول إلى الأماكن التي لم نكن في حاجة إلى الوصول إليها من قبل، معظم التهديدات التي قمنا بحلها كانت أساساً جغرافية، وكان معظمها مرتبطاً بالناحية الشرقية، لكننا الآن نرى التحديات والتهديدات التي تأتي من مناطق مختلفة في العالم تؤثر فينا بالفعل، وهذا هو الحال بالنسبة إلى التحديات الأمنية التي نراها في منطقة المحيطين الهادئ والهندي. وهو الحال أيضاً بالنسبة إلى التحديات والتهديدات التي رأيناها في المنطقة”.

ينس ستولتنبرغ الأمين العام للحلف الاطلسي كما وزير الخارجية الأمريكية لم يخفيا انشغالهما من الدور الإيراني و من تفاقم القدرات العسكرية للصين أيضا و تحدثا صراحة عن المخاوف من هجمات مسيرات وأخرى استهدفت القوات الأميركية في المنطقة والسفن التجارية، مما يمثل قلقاً بالغاً، ويؤكد أهمية أن تمتنع إيران عن استغلال الوضع لتحويله إلى صراع إقليمي أوسع.

خافيير كولومينا يقول في هذا الصدد “إيران تشكل مصدر قلق لحلف شمال الأطلسي.. لسنوات عديدة كنا نراقب سلوكها ووكلائها، كنا قلقين في شأن دعمها العدوان الروسي على أوكرانيا، طهران ترسل أسلحة ومسيرات.. ولدينا مهمة رئيسة في العراق تضم أكثر من 600 جندي بهدف تقديم المشورة والتدريب للعراقيين، ونعلم جميعاً أن هناك وكلاء لإيران وميليشيات في العراق تعمل على زعزعة استقرار البلاد، ويمكن أن تؤثر في أمن مهمتنا، لذلك نحن قلقون في شأن ذلك”.

وتابع “في الوقت نفسه (الناتو) كمنظمة إقليمية لديه مسؤوليات معينة، وليس كل المسؤوليات، ولا نعمل وفق احتمالات، لذلك نحن قلقون في شأن هذه المسألة، إنها مسألة نقاش وجدل، لكننا لا نخطط لاتخاذ أي إجراء الآن حيالها (إيران)”، مؤكداً أن الوجود الأميركي في المنطقة “كان مفيداً للغاية في شأن احتواء التأثير الإيراني، وسنواصل مراقبة الوضع”.

مجلس الناتو-أوكرانيا

187152 قبل قمته بواشنطن .. هل تفتح الحرب على غزة الأبواب أمام الحلف الاطلسي للتدخل في الشرق الأوسط؟ 
الأمين العام للحلف الاطلسي ستولنبورغ

و رغم تعدد التحديات الراهنة و المستقبلية تبقى الحرب الاوكرانية اولوية الاولويات بالنسبة للحلف الاطلسي مع حلول موسم الشتاء الجديد .. و لأول مرة و في اختتام اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسى انعقد مجلس الناتو-أوكرانيا الذي اجتمع على مستوى وزراء الخارجية للمرة الأولى، وانضم إليه وزير الخارجية الأوكرانى دميترو كوليبا.. يقول الأمين العام للحلف الأطلسي ان انضمام أوكرانيا إلى الحلف لم يكن أقرب مما هو عليه اليوم …عمليا لا تزال المسألة رهينة عديد الاعتبارات الميدانية مع مواصلة روسيا حربها على أوكرانيا و إنهيار كل التوقعات بشأن إنهيار روسيا اقتصاديا و عسكريا بعد إصدار الجنائية الدولية بطاقة جلب في حق الرئيس الروسي بوتين …مواصلة دعم اوكرانيا و مضاعفة المساعدات العسكرية مسألة تواجه الكثير من الانقسامات في مؤسسات صنع القرار في أمريكا و لكن أيضا في أوروبا التي لم تتوقع تداعيات الحرب .

يصر ستولنبورغ على أن أوكرانيا انتصرت و لا تزال تنتصر و أنها ألحقت بروسيا خسائر فادحة ، مشددا في ذات الوقت على الخسائر التي تكبدتها روسيا بسقوط أكثر من 300 ألف ضحية وفقدت جزءًا كبيرًا من قواتها التقليدية، إضافة إلى أنها تتعرض لضغوط اقتصادية هائلة. ..وقال ” إن روسيا أصبحت حاليا “أضعف سياسيا وعسكريا واقتصاديا… عاما بعد عام، ترهن موسكو مستقبلها لبكين”، وخلص إلى أن “ذلك يؤكد خطأ بوتين الاستراتيجى فى الهجوم على أوكرانيا”..و كل يوم يمضي يبدأ العد التنازلي لقمة واشنطن التي ستكون حاسمة في تحديد توجهات الحلف الأطلسي و لكن أيضا في تحديد خارطته الجديدة و ما اذا ستكون أوكرانيا العضو الجديد علما و أن مسالة انضمام السويد و بعد موافقة تركيا لا تزال قيد النظر .

 

اقرأ المزيد

الأغذية العالمي الجوع يفتك بسكان غزة و٩٠٪ منهم بلا غذاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »