الرأيأخبار العالم

محمود عبدالمنعم القيسـونى يكتب : قصص من أعماق الأمازون ( 4 )

بعد ثلاثة أيام ظهر في الأمازون لص القاتل للقافلة وحاول الإنضمام لهم لكن الجميع و على رأسهم روزفلت رفضوا وتركوه لمصيره وسط المجهول، ثم مرت أيام قاسية بدء خلالها روزفلت ينهار صحيا بسبب قلبه ونقص المواد الغذائية، ومع نهاية شهر مارس إرتطم بصخره و أصيب بجرح و  إلتهبت الإصابة و إرتفعت حرارته، وبدأت صحته تتدهور بشكل ملحوظ و بدء اليأس القاتل يتسلل لنفسه لدرجة أنه فكر فى الإنتحار بشرب جرعه مورفين حتى لا يشكل عبء على باقى أعضاء الرحلة والذين كانوا يحملونه على الأكتاف لكنه عدل عن هذه الفكرة لإيمانه أن موته سيدفع نجله  التصميم على العوده بجثمانه لبلاده مما  كان سيشكل عبء أكبر على القافلة  عبء قد يتسبب فى موتهم جميعاً.

download محمود عبدالمنعم القيسـونى يكتب : قصص من أعماق الأمازون ( 4 )

فصمم على الصمود و حث الجميع  على الإستمرار و هو ما رفع المعنويات و حقق الهدف و فى الشهر الرابع من الرحلة و المغامرة بلغوا مستعمرة صغيره كان لها أجمل الأثر على معنويات الجميع وزرعت الأمل فى خروجهم أحياء من هذه المغامرة، وبعد أيام من الراحة ومتابعه سريان حوض النهر بلغوا نهاية نهر الشك، كان روزفلت مصاباً بالملاريا و الدوسنتاريا و إلتهابات قاسية من جروحه و متاعب بالقلب.

ويوم 19 مايو عام 1914 اى بعد مائتان ثمانية و عشرون يوماً من مغادره نيويورك عاد لها فخوراً بأن رحلته سجلت ووقعت و أضافت نهر جديد لخريطة الأمازون طوله أكثر من ألف و مائتان كيلومتر لكن ثمن هذه المغامرة كان باهظ فقد عاد روزفلت بجسم منهك بالمرض و توفى بعد أربعه سنوات من عودته و عمره ستون عاماً، وفى البرازيل تم تكريم  العقيد كارلو و أصبح بطل قومى  وتم إطلاق إسم روزفلت على النهر ليصبح ريو روزفلت .

images 2 1 محمود عبدالمنعم القيسـونى يكتب : قصص من أعماق الأمازون ( 4 )

لكن قبل عامين من إنطلاق رحلة روزفلت وفى منتصف يولية عام الف تسعمائة و أحدى عشرة، قام باحث أمريكى هو البروفيسور هايرو بيجم خريج جامعه يل الأمريكية العريقة و كان ضمن بعثة تنقيب أثرية أمريكية هدفها البحث عن أثار حضارة الإنكا و التى محاها الأسبان فى أقصى غرب الأمازون بدولة بيرو  وأثناء عمله التقى بفلاح ذكر أنه شاهد أطلال مدينة تغطيها سيقان و جذور الأشجار الكثيفة  على قمه جبل شاهق فى المنطقة و هو ما أشعل الحماس و الأمل فى قلب المغامر الأمريكى و الذى أقنع الفلاح على إرشاده لهذه المدينة الخيالية وحاول إقناع زملائه تسلق الجبل معه لبلوغ هذه المدينة لكنهم رفضوا جميعاً لإقتناعهم أنه منجذب نحو سراب وخيال>

فكانت النتيجه أنه تحرك بمفرده دون زملائه الأمريكيين  ومعه ضابط شرطة لحراسته و الفلاح و قد حاول المسئولين فى السلطات ببيرو إقناعه بالعدول عن هذه المغامرة المحفوفة بالأخطار و المليئة بالأفاعى و التضاريس الخطرة للغاية بشرق بيرو و الجبال الشاهقه الوعره و المناخ بالغ الحراره و الرطوبة.

download 1 محمود عبدالمنعم القيسـونى يكتب : قصص من أعماق الأمازون ( 4 )

– و بعد تسلق رأسى بالغ الصعوبة لمدة ثلاثة ساعات كاملة كاد بيجم ييأس  فجأة ظهر طفل صغير أمامهم فسأله بيجم إذا كان هناك اى شىء ملفت أمامهم فأشار لهم الطفل أن يتبعوه و عندما إخترقوا الأشجار المتشابكه ليقفوا فى العراء وقعت أنظارهم على جدران ضخمة مبنية بإسلوب هندسى رائع و متدرج كالسلالم لأعلى على جانب قمه الجبل و هو ما شجعه على إستمرار التسلق>

وبعد عدة ساعات أخرى إكتشف مساكن قرية “ماتشو بيشوا” المفقودة الصخرية و المبنية على قمة الجبل بإسلوب “الإنكا “تغطيها جزوع الأشجار و سيقانها و الأعشاب مما ساعد على إخفائها عن الأنظار لمدة ثلاثمائة سنة و إلتقط الصور و عاد لوطنه , كانت النتيجة إنتشار هذا الخبر فى جميع أنحاء العالم و تسليط الأضواء على بيجم ليصبح شخصية عالمية – و بقى سبب تشييد هذه المدينه المفقودة غامض للعالم حتى تاريخ حديث عندما أكد علماء الأثار أنها مدينة شيدت للعبادة وبها معبد الكوندور يلاصقه ساحه كبيره إستخدمت للإحتفالات و للمراسم الدينية و معبد النوافذ الثلاث تمثل السماء – الأرض – و العالم السفلى و أن ألفين من الإنكا عاشوا فيها لمده ثمانون سنة و هجروها بعد دخول الأسبان لبيرو عام ألف خمسمائة إثنين و ثلاثون و اليوم يزورها آلاف السياح كل عام و قد توفى بيجم عام ألف تسعمائة ستة و خمسون عن عمر الواحد و ثمانون بعد حياة حافلة توجت بإنتخابه سناتور عن ولايه كونيتيكت الأمريكية .

إقرأ كذلك:-

محمود عبد المنعم القيسوني يكتب: قصص من أعماق الأمازون ( 3 )

محمود عبد المنعم القيسوني يكتب:-  قصص من أعماق الأمازون ( 2 )

محمود عبد المنعم القيسوني يكتب: قصص من أعماق الأمازون   (1)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »